لزوار المدونة من الهواتف المحموله الرجاء الضغط هنا

من أنا

صورتي
المملكة العربيه السعوديه - المنطقه الشرقيه ARAAA84@HOTMAIL.COM

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

(( الحلقة الأولى ))


لتحميل الرواية بصيغة pdf
الرجاء الضغط هنا



(( الحلقة الأولى ))

في ذلك المجلس الصغير والكئيب ,, والذي كان يزيد الوضع كآبه ,, كان باسل يتواجد بوجه شاحب وحزين وبائس للغاية ,, فمن يرى ملامح ومحيا باسل يعرف أنه يتواجد في مجلس يقام فيه تقديم العزاء .
ما هي إلا دقائق حتى ألقى فارس السلام على المتواجدين في ذلك المجلس معلناُ دخوله ,, ثم قام بتقديم العزاء لمن كان يتواجد في ذلك المجلس ,, حتى وصل إلى صديقه باسل ,, والذي لم يتمالك نفسه وخر باكياٌ في أحضان صديقه فارس . طلب فارس من صديقه باسل التماسك والدعاء بالرحمة على صديقهم عزام الذي لقي حفته بحادث سير مروع على طريق أبو حدريه ,, لم يستطع باسل إيقاف تلك الدموع ,, مما أضطر صديقه فارس ليأخذه بعيداُ عن ذلك المجلس ,, ولم يجد مكان أنسب من السطح ليخفف عن صديقه باسل . في وسط ذلك الظلام الموحش كان فارس يقوم تارة بقراءة بعض الآيات على مسمع باسل ,, ويقوم تارة أخرى بالدعاء لصديقهم عزام بالرحمة والمغفرة . هدأ باسل تدريجياُ بعد سماعه لتلك الآيات وتلك الدعوات من فارس ,, حتى أستطاع تمالك نفسه كلياُ ,, وبات قادراٌ على عتاب صديقه فارس والجدال معه حين قال :
باسل : زين أنك تذكرت أن عندك صديق أسمه عزام ,, وزين أنك عرفتني يا فارس ,, قطعت صداقتنا ونسيت عشرة سنوات بين يوم وليله .

فارس : ما عاش من ينساكم يا باسل ,, ولو كنتوا بعيدين عن العين ,, تراكم قريبين من القلب ,, وكنت أتذكركم في كل سجدة وفي كل صلاة أصليها وأدعي أن ربي يهديكم .

باسل : ممكن أعرف يا فارس أيش السبب اللي خلاك تتركنا وتقطع علاقتك فينا ؟؟

فارس : السبب يا باسل أنكم تغيرتوا ,, وصرتوا سيئين وصداقتكم ما تنبغى ,, طحتوا بالخراب ,, وهذا صديقنا المسكين عزام اللي كان متوفق دراسياُ وكان متميز في شغله توفى بحادث لأنه كان راجع من استراحتكم سكران وفاقد ,, طيحته بالشراب أنت وولد عمك فهد وضيعتوا مستقبله ,, والله يكون بعون أهله بعد وفاته لأنه هو اللي كان يصرف عليهم بعد وفاة أبوهم .

باسل : صحيح أننا طحنا بالخراب ,, ولكن قلبنا مو قاسي مثلك يا فارس ,, صديقك متوفي البارح ومو باين عليك أي تأثر ,, حتى أشك أنك ما نزلت دمعة من عينك عشانه .

فارس : شوف يا باسل بقول لك اللي عندي وبنزل تحت عند الرجال ,, صحيح أن ما نزلت دموعي على وفاة صديقنا عزام ,, لأني دمعتي نزلت عليه من زمان ,, من يوم قابلتك أنت وياه سكرانين في أحد الأيام ,, وحتى أنت يا باسل ما ظنيت أن بتنزل دمعه عليك لو توفيت في احد الأيام بعد عمر طويل طبعاُ ,, لأن دموعي نزلت عليك من يوم طحت بالشراب مع ولد عمك فهد ,, حاولت معاك وعجزت ,, وصرت ما أملك الا الدعاء لكم بالهدايه ,, ويا حسافة يا باسل ,, لأنك أكثر أنسان حبيته في هالدنيا ,, يالله مع السلامة . 

تلك الكلمات التي ألقاها فارس على مسمع باسل كانت قوية جداُ ,, لدرجة أنها جعلت باسل يعاود نوبة البكاء مجدداُ ,, ويبكي بحرقة ,, ويعض أصابع الندم على إيقاعه بعزام معهم في إدمان الكحول . تمالك باسل نفسه مجدداُ ,, ثم نهض ,, وخطى خطى سريعة نزولا من الدرج ,, ركب سيارته ,, ثم توجه مسرعاُ قاصداُ الإستراحة التي يتواجد فيها أبن عمه فهد وصديقه راشد . ما أن وصل للأستراحه حتى ترجل من السيارة مسرعاُ ,, بعد دخوله للأستراحه ,, وجد أبن عمه فهد وصديقه راشد مثل العاده في حالة سكر تام ,, وجه حديثه الى أبن عمه فهد قائلاُ : 

باسل : ما شاء الله ما شاء الله ,, جالسين تتسممون هنا ولا كأنكم تدرون عن شيء ,, ما شفناكم اليوم وقت دفن خوينا عزام ,, ولا شفناكم في بيت أهل عزام تعزون أهله وأقاربه ,, ياخي أنتوا أوادم مثلنا ,, تحسون مثلنا ,, حنا السبب في اللي صار لخوينا عزام ,, طيحناه في الشراب والخراب مع أنه كان محترم ومتفوق ومشهود له بالصلاح ,, ولما طلع من استراحتنا البارح وهو فاقد وساق سيارته وسوا حادث وتوفى أنكرتوه ولا كأنكم تعرفونه ,, والله ما ألوم فارس يوم انه يقطع علاقته فينا .

راشد : ياخي خف علينا شوي ,, وش فيك معصب ,, عزام وتوفى حنا وش دخلنا ,, حنا اللي قلنا له ما يسوق زين . 

باسل : راشد خلك على جنب لأني ما أكلمك ,, أنا أكلم ولد عمي هالجدار اللي جنبك ,, والا أنت ما عليك شرهه .

راشد : أول شيء أنا أسمي رشا ,, ثاني شيء الشرهه مو علي أنا الشرهه على حبيبي فهد اللي يسمعك تغلط فيني وما يقول لك شيء .

باسل : ما أقول الا الله يهديك أو يأخذ بعمرك ,, رجال كبر جدي ومسوي نفسك حرمه ,, أي والله الشرهه مو عليك ,, الشرهه على ولد عمي اللي يماشيك ويجيبك للأستراحة .

فهد : خير يابوي ,, خربت جونا ياخي ,, جلست مع الملحوس فارس كم دقيقه وقدر يلحس مخك ,, بالنسبة لخوينا عزام الله يرحمه ,, ولو رحنا للعزاء وبكينا عليه تتوقع انه راح يرجع مثلاُ ,, ياخي الرجال توفى وخلاص ,, أقول تعال أقعد معنا وخذلك كأس وراح تطلع من الجو الكئيب اللي انت عايشه ,, يالله يا رشرش روحي للثلاجة وجيبي ثلج لباسل خلينا نطلعه من جوه الغبي .

باسل : يا حيف يا ولد عمي ,, ليتك ما تكلمت ,, على العموم أنا بترك الأستراحه لك وللزفت راشد اللي مسمي نفسه رشا ,, وأذا صحصحت وتركت عنك هالخرابيط تعرف وين تلقاني يا ولد عمي ,, يالله فمان الله .

غادر باسل ذلك المكان عازماُ عدم العودة إليه مطلقاُ ,, وكل دمعة كانت تهطل على ذلك المحيا ما هي إلا وعد صادق على التوبة وفتح صفحة بيضاء جديدة في حياة باسل . في غرفته كان باسل يقضي وقته في قراءة القرآن ,, في قراءة ذلك الكتاب الذي هجره منذ ما يقارب العامين ,, كانت الطرقات الناعمة على باب غرفته كفيله بجعله يضع المصحف جانباُ ويمسح الدموع من على محياه وينهض لفتح باب الغرفة .
كانت شقيقته أشواق التي تكبره بعام هي الطارق ,, أخبرته بأنها تود الحديث معه في موضوع أمر ما ,, دعاها للدخول لغرفته ,, ثم دار بينهم هذا الحوار : 
أشواق : عظم الله أجرك ياخوي ,, ما دريت أن صديقك عزام توفى إلا اليوم الظهر من بنت عمي نجلاء ,, وكان ودي أواسيك ولكنك كنت طالع من الظهر وخفت أدق على جوالك وتكون مشغول بالدفن والعزاء .

باسل : أجرنا وأجرك يا أختي ,, أكيد نجلاء درت من أخوها فهد ,, وزين أنك ما أتصلتي علي لأني كنت فعلاُ مشغول بالدفن وبا إستقبال المعزين في بيت عزام الله يرحمه .

أشواق : صحيح يا أخوي اللي سمعته أن عزام توفى بسبب أنه كان يسوق سيارته وهو سكران بعد ما طلع من ألاستراحة اللي تروح لها أنت وولد عمي فهد ؟؟

باسل (متنرفز ومحاولاُ تكذيب ذلك الكلام) : من طلع هالأشاعه والكلام الكاذب هذا ؟؟ أكيد نجلاء جالسه تألف من راسها ,, صحيح عزام كان عندنا بالاستراحه ولكنه كان طبيعي ,, وبعد ما طلع من عندنا أحتمال أنه راح لمكان ثاني وسكر فيه ,, أمدا الناس تطلع كلام أنه طلع من استراحتنا سكران ,, يا كثر ما تحب نجلاء بنت عمي لنقل الأخبار والأشاعات . 

أشواق : هد أعصابك ياخوي ,, أنا قلت لنجلاء أن الكلام اللي سمعته مو صحيح بالمرره ,, مستحيل أخوي باسل وولد عمي يروحون لأستراحه مشبوهه . 

باسل (عم الأرتياح بداخله بعد كلمات شقيقته ) : أيه هذا عشمي فيك يا خيتي ,, لا تصدقين سوالف الخبله نجول بنت عمنا .

أشواق ( ضاحكه ) : بنت عمنا اللي تقول عنها خبله تراها تموت فيك وراح تصير أم عيالك يوم من الأيام . 

باسل : حبتها القراده ,, فال الله ولا فالك ,, أجل نجلاء أم كشه تصير أم عيالي ,, أنا أذا ما تزوجت أنجلينا جولي لبى قلبها مستحيل أتزوج .

أشواق : ههههههه أنجلينا جولي مره وحده ,, نجلاء بنت عمك وتخب عليك ,, إلا صح يا باسل مالك نيه تخطب بنت عمك نجلاء ,, نفسي أنك تحقق أمنية أمنا الله يرحمها ,, واللي كانت تتمنى تشوفك متزوج بنت عمنا نجلاء . 

باسل : الله يرحمها برحمته ويرحم كل أموات المسلمين ,, هذا زواج يا أشواق ,, يعني قرار نهائي ,, الدعوة مو تجريب ,, أنا خاطري أتزوج بنت تفهمني وأفهمها ,, وبنت عمنا نجلاء الله يستر عليها ويرزقها الزوج الصالح ما تصلح لي أبدد ,, لأنها عنيده وأنا عنيد ,, وبعدين أنا لو فكرت أتزوج من عمي صالح ما راح أتزوج إلا بنته لين ,, لأن شخصيتها تعجبني وبسرعة تدخل القلب ,, ولكن ألمشكله أنها صغيرة ,, توها داخله الثانوي وأخونا عبدالله مطيح عندهم عشانها ,, ودايم يصرفنا ويقول أنه رايح يذاكر مع ولد عمنا خالد ,, وما يدري أننا فاهمين كل السوالف هذي .

أشواق : ما شاء الله عليك يا باسل ,, صحيح أنك قليل تجلس معانا وقليل نشوفك في البيت ,, ولكنك عارف كل اللي يدور في هذا البيت . 

باسل (يغني) : أنا صاااحي لكم وعيني عنكم مش غافلة ,, دارس طبعكم ,, وفاهم قصدكم وأتجاهله . 

أشواق : صوتك مو حلو خخخخخخ خربت الأغنية 

باسل : لا والله ,, أول شيء من طلب رأيك ؟؟ ثاني شيء عندك شيء لأني أبي أنام وأنتي سوالفك ما تخلص .

أشواق : أعتبرها طرده ؟؟ 

باسل : أعتبريها طرده محترمه ,, يالله مع السلامه .

نهضت أشواق من السرير وملامح وجهها يملئها الغضب والحنق ,, وبعد أن خرجت من الغرفة لحق بها باسل وقال : 

باسل : وين يا أختي بدري ,, حتى القهوة ما تقهويتي ؟؟

أشواق : ههههههه الله يشفيك يا مجنون .

ثم غادرت ب اتجاه صالة المنزل ,, بينما توجه باسل نحو السرير لينهي ذلك اليوم المرهق والمتعب والحزين بسبات عميق . 


في ظهيرة اليوم التالي ,, وبينما كان باسل يستعد للخروج من المنزل قاصد التوجه الذهاب للعزاء في منزل صديقه المتوفى عزام ,, لحقت به شقيقته أشواق تخبره بأنها تود الذهاب معه إلى منزل أم عزام وتقديم العزاء لوالدته وشقيقاته .

على الطريق دار هذا النقاش بين باسل وأشواق :

أشواق : علمني يا باسل بأي منطقه يسكن أهل عزام الله يرحمه ؟؟

باسل : ساكنين في منطقة الثقبه .

أشواق : أجل قريبين مننا ,, خفت أنهم ساكنين في الدمام .

باسل : حتى لو كانوا ساكنين في الدمام ,, الدمام قريبه مننا ,, لا تنسين أن حنا ساكنين في الدوحه ,, والدوحه موقعها استراتيجي لأنها موقعها في الوسط ,, وكل شيء قريب منها ,, والحمدلله أن أخوي باسم نقلنا من الدمام للدوحه ,, لأني كنت أعاني أول إذا كنت أبي أروح لصديقي عزام الله يرحمه . 

أشواق : الله يلعنك يا شيطان ,, نسيت أقولك ليه جيت البارح لغرفتك ,, والحين تذكرت ؟؟ 

باسل : عسى خير يا أشواق ؟؟ 

أشواق : لا بس تذكرت أن أخوك باسم أتصل علينا أمس من الصين ,, وبلغني أقولك تروح تقابل صديقه وتأخذ منه مبلغ 25 ألف ريال وتودعها في حسابه . 

باسل : صديقه ,, ما علمك من صديقه ؟؟

أشواق : إلا قالي أسم صديقه عبدالرحمن ,, وعطاني رقم جواله عشان أعطيه لك وتكلمه وتتفق معاه وين تقابله . 

باسل : طيب ما علمك وش قصة ال 25 الف ريال ؟ 

أشواق : أتذكر أنه قال أنها فلوس بضاعة يبي يجيبها من الصين لصديقه .

باسل : والله مدري ليه يا أشواق أحس أن أخوي باسم يكذب ,, وأن الفلوس هذي له ,, مو مثل ما يقول أنه يبي يجيب فيها بضاعة لصديقه . 

أشواق : عيب يا باسل ليه تقول عن أخوك الكبير كذا .

باسل : لأنه ما يبيني أدري أن عنده فلوس في حسابه عشان ما أقول له يعطيني 50 الف ريال أروح أدرس فيها بكندا أو أمريكا لغه ,, هذا أنا من سنتين أحاول فيه عشان يخليني أروح أدرس برى وآخذ لغة وهو رافض بحجة أن ما عنده فلوس ,, ولما أقول له طيب ومحل الأواني المنزلية اللي عندك ,, يقول لي أن المحل أرباحه قليل وبالكاد تكفي رواتب للعمال ولإيجار المحل . 

أشواق : طيب ليه ما تقول لأبوي عشان يعطيك الفلوس وتروح تدرس ,, أحسن من جلستك عاطل باطل هنا .

باسل : كيف أقدر أقنع أبوي وأخوي باسم هو الكل في الكل ,, وبعدين باسم قايل لأبوي أني بروح لأمريكا عشان أخرب هناك وأطيح في الحرام ,, وأبوي يصدق أي شيء يقوله باسم ,, حتى لو كان باسم يبالغ أو يكذب . 

أشواق : طيب ولا تشيل بخاطرك على أخوك ,, أنا بكلمه إذا رجع من الصين وأقنعه يخليك تروح تدرس برى على حسابه .

باسل : أنسي الموضوع يا أشواق ,, باسم أخوي وأنا أعرفه زين ,, إذا حط في باله شيء مستحيل يغيره ,, على العموم حنا وصلنا وهذا البيت اللي قدامك هو بيت أهل عزام الله يرحمه . 

أشواق : طيب يا خوي ,, أنا راح أجلس عندهم ساعة ,, وبعد ساعة بدق عليك جوال عشان ترجعني للبيت .

باسل : وهو كذلك .

بعد نزول باسل وأشواق من السيارة ,, شاءت الأقدار أن تتوقف سيارة ليموزين أمامهم وينزل منها ابن عمهم فهد ,, والذي يبتسم في وجه باسل ,, ثم يوجه نظرات الغرام والإعجاب إلى بنت عمه أشواق ,, والتي سارت مسرعه إلى داخل منزل أم عزام ,, هرباُ من تلك النظرات .

صافح فهد باسل ,, وأخبره بأنه نادم على تأخره في تقديم العزاء لأسرة صديقهم عزام ,, وبأنه عقد العزم على التغير للأفضل ,, وأنه سيكون إنسان مختلف كلياٌ عن فهد السابق .

سعد باسل كثيراُ بالذي سمعه من أبن عمه فهد ,, ثم دعا أمامه بأن يثبته الله على هذا الطريق ,, وأن لا يغير عليه ,, ثم طلب من فهد أبن عمه الدخول لمنزل صديقهم عزام لتقديم العزاء .

في ذلك المجلس ,, زرعت ابتسامة عريضة على محيا باسل ,, وعلى النقيض تماماُ ,, زرعت تكشيرة وعلامة استياء على محيا فهد ,, وسوف تعرفون السبب في تلك التعابير في الحلقة القادمة بأذن الله .

(( الحلقة الثانية ))

(( الحلقة الثانية ))

بعد أن تواجد كلاُ من باسل وفهد في عزاء الرجال في منزل أم عزام ,, تبسم باسل بعد رؤيته لصديقه فارس ضمن المتواجدين في ذلك المجلس ,, وحدث النقيض تماماُ مع فهد الذي ضايقه أمر رؤية فارس في ذلك المجلس .

بعد السلام على المتواجدين ,, أقترب باسل وأخذ مقعده بجانب فارس ,, ثم بدأ يسأله عن عمله وعن أسرته وعن أصدقائهم السابقين والذين أنقطع عنهم باسل بعد انقطاع فارس عنه .

كان فارس سعيد جداُ وهو يرى الأعتذارات الغير لفظيه على ما بدر سابقاُ يظهر بريقها على عيني باسل ,, والذي كان يبتسم كثيراُ أثناء حديثه مع فارس ,, وكان يبدو خجولاُ جداُ وهو يحادث صديقه السابق ,, وكان يتحدث معه وكأنه يتعرف عليه للتو .

بعد حديث قارب الخمس دقائق بين فارس وباسل ,, قال فارس :

فارس : أقول يا باسل أنا بخاطري شيء ودي أقوله لك .

باسل : تفضل يا فارس قول اللي بخاطرك .

فارس : أنا لاحظت لما سلمت على ولد عمك فهد أنه معصب ومتضايق ,, حتى كان يناظرني بنظرات غضب ,, مدري ليه حسسني أني ذابح ابوه . 

باسل : يا رجال لا تشيل هم ,, فهد حبيب ويمكن فيه موضوع ضايقه قبل لا يجي هنا وما زال مأثر عليه . 

فارس : والله مدري يا باسل ,, بس أنا ما شفته لي أكثر من سنه ,, ولما أقرب راسي منه عشان اسلم عليه بالخد أبعد رأسه عني واكتفى بمصافحة اليد بس . 

باسل : ياخي قلت لك لا تشيل هم ,, الرجال يمكن مزكم شوي وما حب يعديك هههههههههه . 

فارس : ههههه ,, لا ما أتوقع ,, حتى لو كان مزكم هذا مو عذر على الاقل يعطيني خبر أنه مزكم عشان أكتفي بمصافحته باليد ,, أما يحرجني كذا ويخليني أوسوس كذا مالها داعي . 

باسل : يا رجال أنسى ,, وأنا إذا طلعنا من هنا بعرف منه كل السالفة . 

فارس : هههه ياخي ما أقنعني كلامك ,, خلني أتأكد بنفسي .

قام فارس بتعديل جلسته ,, حتى بدت أكثر أسقامه ,, ثم وجهه أنظاره نحو صديقه السابق فهد ,, ثم قال بصوت مرتفع :
فارس : أخبارك يا فهد عساك بخير ؟؟

كان فهد يمسك بهاتفه المحمول حينها ,, وكأنه لا يسمع كلمات باسل ,, مما أجبر فارس على أعادة ما قاله :

فارس : أخبارك يا فهد عساك بخير ؟؟

لم يصدر فهد أي ردة فعل سواء أنه قام برفع رأسه قليلاُ والنظر إلى فارس ,, ثم أعادة أنظاره نحو شاشة هاتفه المحمول .

كانت ردة فعل فهد محل استغراب جميع المتواجدين في ذلك المجلس ,, مما وضع فارس في موقف حرج .

كان باسل يرى تلك الإحداث ,, وكان يخشى حدوثها ,, لأنه يعلم بأن فهد يحمل بداخله كل الحقد والغضب على فارس ,, لأنه كان سبب في تغير باسل على فهد ,, وكان السبب وراء اتخاذ باسل قرار الانسحاب من الاستراحة .

حاول باسل تعديل الأمور ,, ثم قال لفارس بصوت منخفض :
باسل : ترى فهد يحسب أنك تقصد شخص غيره في المجلس ,, يعني لا تشيل بخاطرك .

فارس : كيف أقصد شخص غيره وأنا أتكلم وأطالع فيه ,, حتى أنه رفع رأسه وشافني أتكلم وأطالع فيه وطنشني ؟؟

باسل : يا رجال قلت لك لا تكبر الموضوع ,, الحين أخليه يرد عليك .

ثم تحدث باسل بصوت مرتفع وقال :
باسل : فهد ,, فهد

فهد : هلا باسل

باسل : وش فيك ما ترد على فارس ,, الرجال يناديك من اليوم وأنت مطنش ؟؟

فهد : مو قصة تطنيش ,, بس كنت مشغول بقراءة رسالة من راشد وما حبيت أشغل نفسي بشيء ثاني .

بعد تلك الأجابه وضح الأمتعاض على محيا فارس بسبب ذكر أسم راشد ,, وبسبب العذر الغير مقنع من فهد ,, وهذا ما كان يبحث عنه فهد خلال أجابته ,, وهو إغضاب فارس وغيضه .

كانت ردة فعل المتواجدين في المجلس لا تبتعد كثيراُ عن ردة فعل فارس ,, فكلام فهد فيه الكثير من قلة الأدب وعدم الأحترام .

حاول باسل أصلاح ما يكمن إصلاحه بعد ما تفوه به فهد عندما قال :
باسل : ههههه ,, يا زين مزحك يا فهد لما تحاول تضحك الناس ,, اللي يشوفك يا فهد يظنك تتكلم بجديه مع انك تمزح ,, ترى فارس يسأل عن أخبارك وعن صحتك ؟؟

فهد (يبتسم) : من قالك أني أمزح ,, بس أنا كنت مشغول مع راشد ,, يعرفه زين فارس ,, لأنه ساكن في حارتهم .

فارس (( بغضب )) : أنا ما سألتك عن فارس ,, أنا أقول كيف حالك يا فهد وكيف صحتك ؟

فهد : بسم الله ,, شوي شوي علينا يا مطوع ,, دام أهمك أنا ودامك تذكرتني ليه صرت ما ترد على اتصالاتي وقطعت علاقتك فيني أنا وباسل ولد عمي وصديقنا عزام الله يرحمه ؟؟

فارس : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,, أنت تعرف يا فهد ليه أنا قاطعتكم ,, وأنا ما أحب أتكلم في النقطة هذي ,, وياليت نغير الموضوع لو سمحت . 

فهد : طول عمرك تحب تكون أنت القائد يا فارس ,, وأنت الصح وحنا الخطاء ,, على العموم ياليت تغير الموضوع هذا عشان ما نضايق حضرة جنابك . 

فارس : أخبار أبوك يا فهد ,, وعسى صحته تمام . 

فهد : والله أبوي بخير وما عليه ,, ودايم يسألني عنك يا فارس . 

فارس : الله يسلمه ويخليه ,, والله أبوك طيب ويستحق كل الخير ,, شروا من عندي . 

فهد : شرواك الطيب ,, وأبوي يعزك يا فارس ,, حتى أن أبوي ذاك اليوم سألني عنك يقول أخبار صديقك فارس اللي مره كان معاكم لما سرقتوا ألعاب من مجمع الراشد عام 99 ,, لما أخذوكم لشرطة الظهران ورفض أبوه يجي يكفله ويستلمه ,, وكفلته أنا وطلعته معاكم ,, قلت لأبوي أنك صرت مطوع ,, قال أبوي سبحان مغير الأحوال ,, للحين ماني مصدق يا فارس أنك التزمت عقب ما كنت تعلمنا طرق جديدة للسرقة وكنت تجيب لنا (( علب بخاخ )) عشان نكتب على جدار المدرسة اللي كنا ندرس فيها هههههههه. 

فارس : الحمدلله يا فارس أنا تغيرت وما بقيت على ضلالتي ,, ولا تنسى أنا كل بني آدم خطاءون وخير الخطاءون هم التوابون ,, يالله أنا أستئذن ,, لأن عندي شغل ولي رجعه بكره بأذن الله .

غادر فارس ذلك المجلس وآخذ معه ما يحمله فؤاده من غضب وحنق على كلمات فهد التي أرادت إحراجه أمام المتواجدين في ذلك المجلس .


كان الجميع في ذلك المجلس غاضبين من الكلمات التي خرجت من لسان فهد ,, على الرغم أنهم يجهلونه تماماُ ويجهلون فارس وباسل كذلك ,, ولا يعلمون عنهم شيئا سواء أنهم الأصدقاء المقربين لعزام (( رحمه الله )) .

وكان أكثر الغاضبين في ذلك المجلس هو باسل ,, والذي كان يقابل ابتسامات أبن عمه فهد بعلامات استياء وغضب كبيرة ,, ثم قرر الخروج من ذلك المجلس حتى ولو أنه لم يمضي أكثر من عشر دقائق على تواجده في ذلك المجلس .

قام باسل بوداع المتواجدين في ذلك المجلس ,, معلناُ رحيله عن العزاء في وقت مبكر للغاية ,, وتبعه على الفور أبن عمه فهد ,, والذي لم يعطي أقارب عزام أي اهتمام ولم يقم بتوديعهم والاستئذان منهم بمغادرة المجلس . 

في الخارج وفي داخل سيارة باسل حدث نقاش قوي للغاية بين باسل وبين أبن عمه فهد ,, والذي لحق بباسل وطلب منه إيصاله إلى منزله ,, لأنه لا يملك نقوداُ تكفيه لدفعها لصاحب الأجرة التي ستقله لمنزله . 

وافق باسل على ذلك الطلب على مضض ,, وعندما أدار محرك السيارة ,, أخبره فهد بأن ينتظر خروج شقيقته أشواق حتى يذهبوا لأيصالها لمنزلهم أولاً ومن يثم يقوم بأيصاله الى منزله ,, فأخبره باسل بأن أخته لم تمضي أكثر من ربع ساعه في منزل أم عزام ,, لذلك لن يقوم بإحراجها وذلك بأخراجها من ذلك المنزل مثل ما فعل فهد قبل قليل في مجلس الرجال .

أخبر فهد أبن عمه باسل بأنه لا يمانع أن يذهب به باسل إلى مدينة الدمام حيث يوجد منزل صالح عم باسل ,, ومن ثم يعود إلى منطقة الثقبه ليأخذ أخته أشواق ,, ومن ثم يعود إلى منطقة الدوحة ,, حيث أنه لا يريد إرهاق باسل أبن عمه . قال باسل بأنه يعشق القيادة ,, ولا توجد لديه مشكله في أن يذهب إلى الجبيل ومن ثم يذهب الى الرياض ,, وكأن باسل يعلم حينها نوايا أبن عمه فهد بكسب بعض النظرات إلى أشواق شقيقته ,, وأراد أن يحرمه من تلك النظرات واللهفة والإعجاب التي يحملها بداخله نحو شقيقته .

تحمل باسل عناء المسافات ,, وقطع أكثر من 70 كم خلال ساعة تقريباُ ,, بعد توصيله لأبن عمه فهد ,, ورجوعه إلى منزل أم عزام لأخذ شقيقته أشواق ومن ثم العودة إلى منزلهم في منطقة الدوحة .

في المساء كان فهد يتواجد في المحل الخاص بشقيقه الأكبر باسم ,, وكان تواجد باسل في ذلك المحل ما هو عادة إلا رسالة فحواها أن باسل لا يملك المال ,, ويريد أخذ بعض النقود من خلال تواجده في ذلك المحل لمدة دقائق ,, وهو الذي أعتاد على ذلك الأمر منذ شهور ,, ولا يعلم عن ذلك الأمر سواء فهد أبن عمه ,, وكذلك زهير الإسلام المحاسب في ذلك المحل .

أثناء قضاء باسل وقته في التحدث مع زهير الإسلام ,, تواجدت فتاة في مقتبل العشرينيات في ذلك المحل ,, وقامت بالقاء السلام على المتواجدين ,, ثم قالت :

الفتاة : هاه محمد جبت طقم الأكواب اللي طلبتها منك أمس ؟؟ (( وكانت تقصد بمحمد زهير الإسلام ))

زهير الإسلام : ايوا مدام أنا في سوي طلب ,, ولكن بكره صباح أن شاء الله الطقم فيه موجود ,, تعال بكره صباح .

الفتاة : طيب يا محمد ,, بكره الصباح راح أجيك بأذن الله ,, الساعة كم يفتح محلكم في الصباح ؟؟ 

زهير الإسلام : محل يفتح الساعة 8 . 

الفتاة : خلاص انا راح اجيك الساعه 9 ,, مع ألسلامه . 

باسل (( بصوت خفيف )) : مع ألسلامه والرحمة يالمزيونه . 


ثم أطلق باسل تنهيده قويه كانت تعبر عن إعجابه بما رأته عيناه قبل دقائق ,, فتلك الفتاة كانت تمتلك عيون لا يمكن وصف جمالها ,, ولكن وصفها باسل حينها ب(( الحوراء ))

شرد ذهن باسل كثيراُ وهو يتذكر تلك الأعين التي جعلته ينسى كل شيء حوله ,, شرد بذهنه وهو يتذكر تلك الأعين التي لونها أخضر ,, وفيها حول قليل أو ما يسمى بال (( الحور ))
بعد دقائق من شرود ذهنه عاد باسل إلى عالم الحقيقة مودعاُ عالم التخيلات ,, ثم قام على الفور بسؤال زهير الإسلام : 
باسل : زهير وش قصة هذي البنت ,, الظاهر أنها زبونه دايم تجي المحل ؟؟

زهير : نعم ,, هذي زبونه ساكنه جديد في هذا الحي ,, كل يوم إيجي هنا محل أشتري أغراض حق هيا بيت .

باسل : حلووو ,, طيب يا زهير أبيك تساعدني بموضوع ,, وإذا قدرت تزبطني راح أعطيك مية ريال . 

زهير : ما في مشكلة ,, إنتا كلام أنا سوي .

باسل : أنت الحين جيب دفتر ,, وسجل فيه أسماء ناس وهميه وسجل أرقام جوالات وهميه ,, وبكره الصباح إذا جت هذي الزبونة أعطيها أغراضها ,, وقول لها أن المحل يعطي جائزة شهريه لزباين المحل ,, وخليها تسجل أسمها ورقم جوالها عشان ممكن تفوز بجائزة نهاية الشهر ,, وإذا سجلت رقم جوالها وكلمتها راح أعطيك الفلوس هديه مني لك .

زهير (مبتسم ومتعجب من ذكاء باسل ) : ايوووه ,, أنتا فيه شيطان كبير يا باسل ,, خلاص أنا الحين روح جيب دفتر من بقاله قريب وسوي نفس كلام أنتا قول .

باسل : تعجبني يا بطل ,, يالله مع السلامة أنا ماشي . 

غادر باسل ذلك المحل ,, قاصداُ الذهاب الى كورنيش الخبر لتناول العشاء في مطعمه المفضل (( تشيليز )) بعد أخذه لثمن تلك الوجبة من محل شقيقه باسم . 

تناول عشاءه ,, قاد سيارته ,, عاد للمنزل ,, استلقى على السرير ,, فعل كل ذلك ولم يتمكن من البعد عن التفكير بتلك الفتاة صاحبة الأعين الفاتنة .

بعد ساعات من مصارعة التفكير ,, نال التعب منه ما نال ,, واستطاع التغلب على ذلك التفكير ,, والخلود للنوم .

في صباح اليوم التالي ,, أستيقظ باسل على رنة هاتفه المحمول ,, وكان المتصل حينها فهد أبن عمه ,, وتجاهل ذلك الأتصال الذي كان في قرابة الساعه الثامنه صباحاُ .

بعد ساعة ونصف تقريباُ فاق باسل على صوت رنة هاتفه المحمول ,, وكان المتصل حينها (( زهير الإسلام )) المحاسب في محل الأواني المنزلية الخاص بشقيقه باسم .



ما الذي كان يحمله زهير الإسلام لباسل من أخبار ,, سنعرف ذلك في الحلقة القادمة

((الحلقة الثالثه ))

((الحلقة الثالثه ))

زهير الإسلام : آهلين مدير

باسل : هلا فيك يا زهير ,, هاه بشرني وش العلم ,, أخذت رقم البنت ؟؟

زهير : ايوه ايوه مدير ,, بنت ايجي قبل عشره دقيقه وشيل اغراض وانأ كلام بنت سجل رقم ,, وهيا سجل رقم .

باسل : يا سلاااااااااااااااااااام عليك يا بطل ,, يالله عطني الرقم بسرعة 

زهير : ما في مشكله سجل رقم ,, بس ما في أنسى وعد أنتا أعطي انا مية ريال

باسل : افاااا عليك يا زهير ,, شيل الحين مية ريال من فلوس المحل ,, وأذا سألك أخوي باسم عنها قول أنك أعطيتها لي ,, يالله عطني الرقم بسرعة . 

زهير : خلاص اوكي ,, سجل رقم ....

لم يتمالك باسل نفسه عندما كان يقوم بتدوين رقم تلك الفتاة التي ملكت عقله وتفكيره وقلبه,, دون ذلك الرقم على هاتفه المحمول باسم (( غالي الأثمان )) وأراد بعد انتهاءه من التدوين الاتصال على الفور بذلك الرقم ,, حتى يحادث غالية الأثمان .

ثم قبل أن يتصل برقم تلك الفتاة تحدث مع نفسه وقال (( لازم ما أستعجل ,, لأني لو دقيت الحين راح تشك كيف وصل رقمها عندي ,, وراح تشك في أن زهير نشر رقمها ,, وممكن تسوي لنا مشكلة ,, الأفضل أني أتصل بعدين ,, خلاص بتصل فيها بعد كم يوم ))

بعد تلك المحادثة القصيرة مع النفس ,, قرر باسل تأجيل سماع صوت تلك الفتاة حتى يوم آخر ,, رغم أن فؤاده كان يعتصر ألما على سماع صوت تلك الفتاة والتعرف عليها بشكل اكبر .

في ظهر ذلك اليوم والذي كان يصادف يوم السبت التقى باسل بصديق شقيقه باسم ,, في لقاء لم يدم كثيراُ ,, حيث سلمه الظرف الذي يحتوي على النقود التي يريد تحويلها لشقيقه باسم .

وفي عصر ذلك اليوم ,, ,, هاتف فارس صديقه باسل ,, مخبراُ أياه بأنه يريد التحدث إليه مساء ذلك اليوم بموضوع هام وخاص ,, وكان موعد اللقاء عند الساعة الثامنة في كورنيش مدينة الخبر ,, لم يبدي باسل أي اعتراض على ذلك الأمر ,, وأخبر فارس بأنه موافق على الالتقاء به .


في المساء وعلى ضفاف بحر الخليج العربي ,, التقى فارس وباسل ,, وبعد السلام ومعرفة الأحوال ,, دار هذا النقاش :
فارس : أنا كلمتك يا باسل لأني محتاج أعرف رأيك بشغله مهمة ,, قبل لا أبداء بتنفيذها .
باسل : عيوني لك يا فارس ,, وأنت تعرف أنك عزيز وغالي ,, علمني في أيش أقدر أساعدك . 
فارس : تسلم لي عيونك يا باسل ,, أول شيء علمني وش رأيك فيني كشخص ؟؟
باسل : بدون زعل يا فارس . 
فارس : أكيد ما راح ازعل ,, خذ راحتك وتكلم .
باسل : ياخي أنت أنسان ما تعجبني ,, وراعي مشاكل ,, وما عندك سالفة ,, ومدري كيف ربي بلاني بمعرفتك . 
فارس (مستغرباُ) : افااا ,, هذا رأيك فيني يا باسل ,, الله يسامحك بس ,, خلاص أنسى الموضوع اللي كنت بكلمك فيه .
باسل : ههههههههه ,, وش فيك زعلت ,, ياخي أمزح معاك يالبى قلبك بس ,, أنت تعرف رأيي فيك يا فارس بدون ما أقولك ,, أنت رجال معروف بأخلاقك الطيبة ,, ومعروف بأنك إنسان متميز علمياُ ودراسياُ ,, والدليل أنك الوحيد في قروبنا في الثانوي اللي عدى أول ثانوي وما عاد السنه فيه ,, كنت متفوق على الجميع ,, وهذا أنت ما شاء الله موظف في شركة أرامكو وأمورك الحمدلله تمام التمام ,, صحيح أنك كنت زاحف لما كنا مراهقين ,, بس مرحلة وعدت بخيرها وشرها ,, والحمدلله أنا فخور وسعيد بصداقتك .

فارس (تملكه الخجل ) : الله يسلمك ويخليك يا باسل ,, وأنت بعد شاب والنعم فيك ,, وأنا أتشرف أكثر بصداقتك ومعرفتك .

باسل : فديت اللي يستحون ,, وش فيك قلب لون وجهك وصار احمر ,, بعدين على فكره تعال علمني وش الموضوع اللي جاي تكلمني فيه ؟؟

فارس : بصراحة يا باسل أنا قررت أكمل نص ديني ,, وحبيت أعرف رأيك فيني قبل ما أسوي أي شيء .
باسل : ما شاء الله ما شاء الله ,, الله يتمم لك على خير ,, بس ما تحس أنك استعجلت وأنا أخوك ؟؟
فارس : أي استعجلت ,, بالعكس أنا ودي أني معرس قبل سنتين ,, الحين بدخل بال24 وللحين حتى خطبة ما خطبت ,, وبعدين لاتنسى أني أكبر منك بسنه ,, بس أن أبوي دخلني المدرسة متأخر .
باسل : حلووو الله يوفقك ويتمم امورك ,, بس ما علمتني من هي اللي داعية عليها أمها عشان تكون من نصيبها ههههههه. 
فارس : ههههههههه ,, الله يسامحك بس ,, البنت أمها متوفيه الله يرحمها ويتغمدها برحمته .
باسل : آمين يارب العالمين ,, بس ما علمتني هي بنت مين ,, وهل أنا أعرف أهلها . 
فارس : أنت أكثر شخص تعرف البنت اللي ناوي أخطبها .
باسل : أنا أكثر واحد !! تراك لحست مخي ,, وش أسمها طيب ؟؟ 
فارس : أسمها أشواق محمد الريان .
باسل : اوووووه ,, الله يرجك يا شيخ ,, أنت تقصد أختي أشواق !! 
فارس : لا أقصد بنت جاركم ,,أكييد أقصد أختك ,, أخيراً فهمتني يا دلخ .
باسل : مدري عنك ,, كل هاللفه والدوران عشان تقول أنك تبي أختي أشواق ,, والله والنعم فيك ونتشرف فيك ,, أنا بعطيها خبر وأشوف ردة فعلها ,, وإذا وافقت بكلمك تجي أنت وأهلك وتتقدمون بشكل رسمي . فارس : والله أنا اللي أتشرف فيكم ,, خلاص على بركة الله ,, أنت عطها خبر وقلي وش راح يصير ,, أن كتب الله وصار نصيب الحمدلله ,, وأن ما صار نصيب الحمدلله بعد .


هنا انتهى الحوار بيني فارس وباسل ,, وبعد هذا الحوار بساعات بداء تكملة هذا الحوار ولكن بمكان آخر ,, ومع شخص آخر :
باسل : أشواق تعالي لغرفتي أبيك بموضوع . 
أشواق : طيب بس عطني ثلث ساعة ,, باقي شوي وينتهي المسلسل .
باسل : أقول تعالي الحين ,, وشوفي أعادة المسلسل ,, أبيك بسالفة ضروريه قبل لا أنام . 
أشواق : طيب على خير .


في غرفة باسل كانت هذه هي تكملة الحوار :
باسل : شوفي يا أشواق أنا بدخل بالموضوع على طول وبدون مقدمات . 
أشواق : عسى ما شر ياخوي ,, بديت أخاف أن فيه شيء صاير ,, بسرعة علمني وش عندك ؟؟
باسل : ما عندي إلا كل خير أن شاء الله ,, بس قبل شوي كنت مع صديقي وولد جارنا لما كنا ساكنين في الدمام فارس ,, وهو كلمني وعلمني أنه ناوي يتقدم لك ,, وأبي رأيك عشان أعرف إذا أخلي أهله يجون يخطبونك والا لا ؟؟ 
أشواق ((تملكها الخجل )) : امممممم ,, والله والنعم في فارس ,, أنت أدرى ياخوي وسوي اللي تشوفه .
باسل : طيب أقول له يجي هو وأهله يوم الخميس عشان الشوفه الشرعية والخطبة ؟؟ 
أشواق : كلم أخوك باسم وكلم أبوي وشوف وش يقولون ,, أنا مالي رأي في هذي الأمور .
باسل : خلاص أجل أنا بكلم أبوي وأقول له أن فارس وأهله يبون يجون يخطبونك . 

في صباح اليوم التالي أخبر باسل والده بجميع الأحداث التي حدثت في مساء الأمس .
كان رأي والده هو الموافقة على قدوم عائلة فارس ,, وذلك لأنه معجب جداُ بشخصية فارس والمعروف بحسن الأخلاق في الحارة التي كانوا يقطنون فيها في مدينة الدمام .
وفي صباح ذلك اليوم هاتف باسل صديقه فارس ,, واخبره بالموافقة المبدئية لشقيقته ووالده ,, وأضاف بأنه يمكنهم القدوم يوم الخميس لإتمام بقية الأمور .

في ظهيرة ذلك اليوم ,, قامت أشواق با استدعاء شقيقها الأصغر عبدالله إلى غرفتها ,, وطلبت منه محادثة شقيقهم الأكبر باسم ,, وسؤاله عن أخلاق وسلوكيات فارس ,, وأخبار باسم بأن فارس يريد التقدم إليها لخطبتها ,, وذلك في محاولة للاطمئنان بشكل أكبر على سلوكيات وأخلاق فارس الذي يريد التقدم لها .
أبدى باسم سعادته بذلك الخبر ,, وطلب من عبدالله أن يخبره شقيقته بأن لا تجزع أبداُ وأن تسعد بأن يتقدم لها شخص مثل فارس في قمة الاحترام والرقي .


سعدت أشواق كثيراُ واطمأنت أكثر وأكثر لفارس ,, وشكرت شقيقها عبدالله على ما قام به ,, وأعطته بعض النقود كحالة تعبير منها على شكرها وامتنانها لما قام به .
في المساء كان باسل على موعد مع إزعاج الفتاة التي رآها في محل شقيقه باسم ,, ودار بينه وبين تلك الفتاه هذا الحديث :
باسل : السلام عليكم 
الفتاة : هلا وعليكم السلام ورحمة الله ,, مين معاي ؟؟ 
باسل : أممممم أنا شخص معجب فيك . 
الفتاة : لا يا شيخ ,, أووووه ,, الحين عرفتك ,, تفكر أني ما أعرف صوتك يا نواف ههههههه والله ولك وحشه يا القاطع . 
باسل : نواف مين ؟؟ 
الفتاة : أقول يا نواف بلا أستهبال ,, والله وحشتني يا قاطع ,, ولا تقول عندي أخت ساكنه بالخبر أتطمن عليها . 
باسل : أمممممم ,, أنا مو نواف أخوك ,, أنا معجب فيك وحبيتك من أول ما شفتك .
الفتاة : ههههههه ,, حتى أنا معجبة فيك ,, قديمه حركاتك يا نواف ,, عشانك أشتريت رقم جديد تتوقع انك تضحك علي . 
باسل : يا بنت الناس والله أنا مو نواف . 
الفتاة : يا نواف ترى أنا مو غبية ؟؟ رقمي هذا جديد واشتراه لي خالد قبل أربع أيام ,, ومحد يعرفه إلا أهلي وكم صديقه من صديقاتي ,, أكيد خالد عطاك الرقم وقالك أستهبل على أختك ؟؟ ولا تنسى أن نبرة صوتك معروفه من بين جميع الناس .
باسل : أممممممممممممممممم . 
الفتاة : هههههههههه ما تقدر ترد لأني خربت مزحتك ومقلبك فيني ,, على العموم هذا خالد توه وصل للبيت ,, خلني أقول له أني كشفت كذبتكم . 


كان باسل يحاول التركيز وسماع ومعرفة ما الذي يدور بين تلك الفتاة وبين الشخص المدعو خالد ,, سمع تلك الفتاة وهي تخبر خالد بأن نواف على الهاتف معها ,, وكان يمزح معها بأنه شخص معجب بها ويريد التعرف عليها ,, وبعدها عاتبت خالد على أعطائه لرقمها لنواف وطلبه من نواف المزح معها بهذه الطريقة . كانت ردة فعل المدعو بخالد قوية جداُ ,, عندما قال أنه لم يعطي نواف رقمها ,, ثم طلب منها بأن تعطيه هاتفها ليتحدث مع باسل :
خالد : ألوو ,, مين معاي ؟؟ 


باسل : أمممم ,, أنا اسف شكلي غلطان بالرقم .
خالد (( بصوت مرتفع )) : كيف غلطان يا قليل الحياء وأنت متصل على أهلي وتقول لهم أنك تبي تتعرف عليهم وأنك معجب فيهم ؟؟ 
باسل : طيب قلنا لك غلطانيين . 
خالد : أقول يا زفت علمني من وين جبت الرقم ؟؟ الرقم هذا جديد وما فيه احد يعرفه غير الأهل ؟؟ علمني كيف جبته لا تحدني أشتكي عليك وأمرمطك في الاماره . 
باسل : أقول أقلب وجهك بس ,, وأعلى ما بخيلك أركبه ,, الجوال هذا بدون أسم وأبي أشوف شلون تجيبني,, يالله مع السلامه يا قووي ههههه 

بعد إغلاقه لسماعة الهاتف المحمول ,, قام باسل بإطفاء هاتفه المحمول حتى لا يتلقى اتصالات تحمل التهديد من ذلك ذلك المدعو بخالد . 

لم ينم باسل في تلك الليلة إلا متأخراُ بعد أن تملكه الضيق كثيراُ ,, وذلك لأنه أفسد بشكل أو بآخر طريق الوصول لتلك الفتاة التي استوطنت قلبه وتفكيره . 

مر يوم الاثنين بشكل طبيعي على الجميع ,, وكذلك يوم الثلاثاء ,, باستثناء مكالمة دارت بين أشواق ونجلاء ,, كان محتواها هو قيام أشواق بالطلب من ابنة عمها نجلاء بأن تقوم بمساعدتها في أعداد الحلي وبعض المأكولات للضيوف الذين سوف يقومون بزيارتهم مساء الخميس ,, وكذلك مساعدتها في الظهور بأحلى حله في تلك الليلة التي سوف تصادف يوم تقدم فارس لها بشكل رسمي .
ما هي الا دقائق حتى أنتشر ذلك الخبر في منزل العم صالح أبو فهد ,, بواسطة نجلاء .

كاد أن يمر مساء الأربعاء بشكل طبيعي ومعتاد على الجميع ,, لولا قدوم صالح أبو فهد إلى منزل شقيقه محمد أبو باسم في مساء ذلك اليوم ,, ومعه جميع أفراد عائلته ,, وقام بشكل مفاجئ بطلب يد أشواق لأبنه فهد ,, والذي أبدى تذمره لباسل على ما قام به وهو الموافقة على تقدم فارس على خطبة شقيقته أشواق .

أخبر أبو باسم شقيقه صالح بأن أبنه باسل قام بإعطاء فارس وأهله الموافقة على القدوم في ليلة الغد لإتمام أمور الخطبة ,, ولكن كالعادة ,, كان أبو فهد قوياٌ وهو يخبر شقيقه الأصغر أبو باسم بأن فهد أحق بابنة عمه أشواق من جميع الأشخاص ,, وطلب من باسل أن يقوم على الفور في ذلك الوقت بالاتصال على فارس والاعتذار منه ,, أمامه وعلى مسمعه . 
حاول باسل الاعتذار من عمه على عدم قيامة بذلك الفعل ,, ولكن عمه أنزعج كثيراُ ,, ثم وبخ باسل بكلمات احتقار واستنقاص من باسل أمام الجميع .

حينها بادر فهد بأخبار والده وعمه بأنه سوف يتولى أمر الاعتذار من باسل ,, ثم خرج من ذلك المجلس ,, حاملاُ هاتفه المحمول للحديث مع فارس ,, ودار بينهم هذا الحوار القصير : 

فهد : أنا فهد صالح الريان ,, أتوقع أنك تعرفني زين يا فارس ,, حبيت أقولك تنسى موضوع خطبة بنت عمي أشواق .

فارس : الواحد يسلم قبل أي شيئ ,, ثاني شيء وش الأسلوب اللي عندك ,, وبالنسبة لموضوع الخطبة أنا ماخذ موعد مع ولد عمك وبكره بنروح لبيت عمك .

فهد : أنا أعرف الأدب والأساليب المحترمة قبل لا أشوف رقعة وجهك ,, أشواق لها رجال يتزوجونها ,, ما بقى إلا أنت يالرخمه تتقدم لها ,, وإذا تبي تجي بكره حياك ,, لأن بكره موعد كتب كتابي عليها ويمكن نحتاجك كشاهد على عقد القران هههههههه ,, يالله مع السلامه 

((الحلقة الرابعه ))

((الحلقة الرابعه ))

قطع فهد الاتصال بينه وبين فارس بشكل متعمد ,, بعد أن أستطاع من إخبار فارس بأنه يريد التقدم لابنة عمه أشواق ,, قاطعاُ بذلك الطريق الذي كان سوف يوصل فارس بأشواق .

وما هي إلا لحظات حتى عاد فهد للمجلس وقال لأبيه وعمه :
فهد : خلاص أنا كلمت فارس واعتذرت منه بشكل حلو وبالنيابة عنك يا عمي وبالنيابة عن باسل ,, وفارس تضايق في البداية ولكنه تفهم الموضوع في النهاية وقال لي أنت ولد عمها يا فهد وأنت أولى فيها مني .

صالح : ما قصرت يا ذيبان ,, خلاص يابو باسم ,, هذا ولدي فهد كلم فارس وأعتذر منه وبلغه أنه يبي يتقدم لأشواق ,, يعني الحين مالك عذر من أننا نجيب المأذون اللي يعقد الأنكحه الأربعاء الجاي ,, ويعقد كتب كتاب فهد على أشواق .

أبو باسم : ما دام فارس تفهم الموضوع ,, خلاص ما بقى إلا أننا نعطي البنت مهله تشاور فيها نفسها ,, يومين أو ثلاث أيام بالكثير ونرد لك خبر .

صالح : أفااااااااا يابو باسم ,, قول غيرها ,, الأمر بيدك والبنت تمشي عليه ,, هذا الكلام تقوله لو اللي متقدم لها واحد غير ولد عمها ,, أما تقول أنك بتعطيها الشور هذا اللي ما هقيته منك .

باسل : يا عمي الله يطول بعمرك الوالد ما أخطاء بشيء ,, وفعلاُ لازم يكون الاختيار بيد أشواق ,, لم يكمل باسل حديثه بسبب مقاطعة عمه الغاضب عندما قال :

صالح : أقول أسكت يا ولد ,, إذا الكبار تكلموا الصغار ينصتون ,, كيف تقلل من احترامي وقدامي وأنا عمك ,, الظاهر أن أبوك ما عرف يربيك .

تضايق باسل كثيراُ من كلمات عمه ,, وغادر ذلك المجلس وهو في قمة الغضب ,, وغادر خلفه فهد أبن عمه ,, محاولاُ التخفيف من غضب باسل .

بعد دقائق كان فهد وباسل يتجولون في كورنيش الخبر ,, وكان باسل يلتزم الصمت ,, ويلتزم قيادة السيارة بشكل هادئ .
بينما كان فهد أبن عمه يستجدي باسل بأن لا يغضب من كلمات أبيه ,, لأن هذه هي طبيعة والده والمعروفة بالعصبية الزائدة ,, وأضاف بأن والده طيب القلب رغم تلك العصبية .

بعد دقائق من الصمت من قبل باسل ,, فاجئ باسل فهد عندما قال له :
باسل : أنا يا فهد ماني متضايق على كلام عمي ,, لأن هذا رأيه وهو حر فيه ,, ولكن أنا متضايق من شيء ثاني .
فهد : متضايق من شيء ثاني ؟؟ ايش هالشيء يا باسل ؟؟
باسل : يا فهد أنا أمون عليك ,, وأتمنى ما تزعل من كلامي .
فهد : قول يا باسل ,, كلام الحق ما يزعل يا ولد العم .
باسل : أنت عارف يا فهد أن ما عندنا إلا أخت وحده في البيت ,, ومن يوم وفاة أمي الله يرحمها صارت لنا مثل الأم في البيت ,, هي اللي تهتم فينا ومو مقصرة علينا بشيء ,, وحنا نحبها ونغليها بشكل ما تتصوره ,, وصحيح أن مصيرها راح تفارقنا في يوم لأنها راح تتزوج ,, ولكن راح يهون علينا فراقها لو عرفنا أنها تزوجت واحد مرتاحة معاه وواحد قادر يعزها ويعيشها حياة مثل الحياة اللي عاشتها معانا .
فهد : طيب يا باسل عطني زبدة كلامك من الأخير .
باسل : زبدة الكلام يا فهد أنك ما تستاهل أشواق ,, وفارس يستحقها أكثر منك ,, ما أقدر أجاملك يا ولد عمي على حساب أختي ,, أنت يا فهد صار لك سنوات وأنت عاطل ,, وأختي تخرجت العام من الجامعة وتوظفت الحين في مدرسة أهليه كوظيفة مؤقته ,, لا تقدر تدفع مهر ,, ولا تقدر تبني بيت ,, ولا تقدر تكون مسئول عن بيت ,, وإذا تم زواجك راح تصير أختي هي اللي تصرف عليك من راتبها ,, بعكس فارس اللي متوظف وأخلاقه ما شاء الله الكل يعرفها ويمدحها .
فهد : الحمدلله أبوي عنده خير وهو متكفل بأمور زواجي كاملة ,, وراح يبني لي ملحق في السطح ,, وبالنسبة لوظيفة أختك وراتبها ما راح المس منها ريال ,, وبالنسبة لفارس ربي وفقه وتيسرت أموره بالوظيفة ,, وبالنسبة للأخلاق هل أنت تقصد أن فارس أخلاقه أحسن من أخلاقي .\
باسل : يا فهد ليه نلف وندور على بعضنا ؟؟ نسيت الاستراحة والشراب وخويك الجنس الثالث راشد اللي مسمي نفسه رشا ؟؟
فهد : ترى حتى أنت كنت تجي للاستراحة وتشرب معانا ,, ومثل ما أنت تبت من الشراب بعد وفاة خوينا عزام ,, ترى حتى أنا تبت من الخرابيط وأصلاً خلاص أنا تركت الأستراحه .
باسل : وخويك راشد ؟؟
فهد : راشد طردته وقلت له لا عاد تشوفك عيني ,, وإذا شفتني معاه وقتها تكلم وقول اللي تقوله .
باسل : طيب أنت وش ناوي عليه يا فهد في حياتك ؟؟
فهد : أنا بأذن الله ناوي أتوظف في العسكرية ,, وراح أدخل دورة في العسكرية بعد ثمان شهور احتمال تكون في الطائف ,, وما راح تعدي سنه من اليوم إلا وأنا موظف وأموري تمام ,, وزواجي على أختك راح يكون بعد سنه ,, يعني بعد ما أكون توظف .
باسل : حلوو ,, الله يوفقك ,, والله مدري وش أقولك يا فهد .
فهد : لا تقول شيء يا ولد العم ,, أبيك بس تثق فيني وتساعدني وتحسن صورتي عند أختك أشواق ,, وصدقني بكون عند حسن ظنك وظنها .
باسل : طيب يا فهد ,, أنا بحاول أساعدك وأمد لك يدي هذي المرة من باب القرابة اللي بيني وبينك ,, وياليت أنك ما تخذلني ,, وتعطيني صورة أحسن من الصورة اللي أخبرك فيها .
فهد : خلاص يا باسل ,, هذا وعد مني لك ,, أني بكون إنسان صالح وأبتعد عن كل شيء سلبي في حياتي .
باسل : خلاص على بركة الله ,, أنا بكلم أختي أشواق وبحاول أقنعها .
فهد : كفووو يا ولد العم ,, ما تقصر ,, وبأذن الله ما راح أنسى لك هذا الجميل .


في منزل أبو باسم ,, وفي مجلس النساء تحديداُ ,, كانت تجري هناك مفاوضات قوية جداُ لإقناع أشواق بقبول الزواج من فهد ,, ونسيان فارس ,, وكانت تقود زوجة عم أشواق تلك المفاوضات ,, وتساعدها أبنتها نجلاء ,, واللواتي كانوا يتحدثن عن فهد وكأنه ملاك ,, أو كأنه طفل برئ وهادئ الطباع .
كانت أشواق تصغي باهتمام شديد والحيرة تتضح في عينيها عن القرار التي ستتخذه ,, فارس أم فهد ,, الغريب المضمون ,, أم القريب المشكوك في أمره ؟؟

في النهاية قررت أن تضع كامل القرار بيد شقيقها باسل ,, لأنه الأعرف بكلى الشخصين .

الساعات الثلاث التي تلت خطبة فهد لأشواق ,, كانت من أصعب الساعات التي عرفها باسل في تاريخه ,, لأنه وضع في اختبار صعب ,, وفي موقف محرج ,, خصوصاُ بعد الرسالة التي وصلته على هاتفه المحمول من صديقه فارس والذي كان يتحدث فيها عن تمنياته لأشواق بالتوفيق في مستقبلها وفي زواجها تحديداُ ,, سواء أكانت من نصيبه ,, أم من نصيب أبن عمها فهد ,, وكان في تلك الرسالة بوادر عتب اتضحت جلياٌ في كلمات فارس في نهاية الرسالة عندما قال بأنه تمنى أن يصله الاعتذار من باسل وليس من فهد الذي تحدث بكلمات سيئة وبا أسلوب في غاية السوء . 

حاول باسل أن يتناسى أمر تلك الرسالة لأنها كانت مؤلمة بالنسبة له ,, لأنه لا يستطيع قتل الإحساس المتولد بداخله بأن قرار ارتباط فهد بأشواق هو قرار غير صائب أطلاقاُ ,, لم يستطع تناسي ذلك الأمر ,, ولكنه حاول أن يقنع نفسه بأن فهد سوف يتغير ,, وسوف يصبح أفضل منه ومن فارس أيضاُ .

بعد عودة باسل للمنزل ,, وجد المنزل خالياُ من عمه وعائلته الذين غادروا المنزل ,, ووجد شقيقته أشواق تنتظره في صالة المنزل ,, لتخبره عن القرار التي سوف تتخذه وهو أنها سوف تضع قرار ارتباطها بفارس أو بفهد تحت تصرفه ,, وسوف تقوم بتنفيذ ذلك القرار لأنه لم يصدر من باسل إلا لأنه الأكثر معرفه بكل من فارس وفهد .
تلعثم باسل في البداية ,, ولكنه عاد ليجد نفسه أتخذ قرار مساندة أبن العم فهد .

وقال بأن فارس لا يبتعد عن فهد كثيراُ بالأخلاقيات ,, لأنهم جميعاُ محترمين ومعروفين بالسلوك الحسن ,, وأن فارس يتفوق على فهد بالوظيفة فقط ,, وبأن فهد سوف يكون بعد اشهر مرتبط بوظيفة في القطاع العسكري .
وفي النهاية نصحها با اختيار فهد لأنه أبن عمها ,, ويشترك معها بنفس العادات والتقاليد النجدية ,, بعكس فارس الذي تختلف عادات قبيلته اللي ترجع أصولها لمدينة الإحساء عن عاداتهم وبيئتهم .

تقبلت أشواق تلك الكلمات من باسل وهي تحاول نسيان وتكذيب الأفعال السيئة التي سمعتها من أبن عمتها نجلاء عن فهد . ثم أخبرت باسل بأنها تثق في اختياره لها ,, لأنها بالطبع يحبها ويتمنى لها الخير والحياة الرغيدة مع الشخص المناسب . مضت الأيام بعد ذلك بشكل اعتيادي ,, ولم يستجد أي جديد سواء ثلاثة أمور :

الأول : عقد قران فهد على أشواق ,, وتم تحديد موعد الزواج بنهاية العام 2008 ,, أي بعد ثمانية أشهر من عقد القران .

الثاني : عودة باسم الشقيق الأكبر لباسل وأشواق وعبدالله من رحلته التجارية إلى العاصمة الصينية بكين .
الثالث : مكالمة دارت بين باسل وتلك الفتاة التي شاهدها في محل شقيقة باسم ,, أستطاع باسل بكلماته الرومانسية من القدرة على استغلال الحالة النفسية السيئة لتلك الفتاة التي عرفت عن نفسها باسم ((نواره)) وبأنها تدرس في كلية الآداب في الدمام ,, وتسكن برفقة شقيقها خالد والذي سبق أن صار بينه وبين باسل نقاش حاد في أول مكالمة أجراها باسل بنوارة .

مع كل مكالمة وكل كلمة وكل حرف تنطقه نواره كان تعلق باسل بتلك الفتاة يزداد ,, كان يحدثها في فترة الظهيرة غالباُ وفي أحايين يحادثها في فترة ما بعد صلاة العشاء ,, الوقت الذي يذهب فيه شقيقها خالد إلى أصدقاءه في الأستراحه تاركها وحيده في الشقة .

وكشف باسل بعد أسبوعين من تلك المكالمات سرين من أهم أسراره لشخصين ,, وهما نواره ونسيبه فهد .
حيث كشف سر معرفته بتلك الفتاة والطريقة التي تعرف فيها على تلك الفتاة على فهد ,, كان يخبر فهد بكل التفاصيل التي تجري بينه وبين نواره .

وكشف سر آخر لنواره وهو الطريقة التي أستطاع من خلالها الحصول على رقمها ,, وأخبرها بأن محل الأواني المنزلية والتي دائماُ تقصده نواره تعود ملكيته لشقيقه الأكبر .

لم تتمالك نواره نفسها عندما علمت بالطريقة وكانت تضحك بشكل جنوني ,, حتى توقفت بشكل مفاجئ عندما قالت :
نواره : باسل من جدك ذاك المحل ملك لأخوك ,, يعني باسم أخوك ؟؟
باسل : أي والله من جد المحل لأخوي ,, بس لحظه لحظة أبيك تعلميني كيف عرفتي أسم أخوي باسم صاحب المحل ؟؟
نواره : أممممممم ,, أنا ما قلت باسم 
باسل : إلا أنتي قلتي يعني باسم أخوك ؟؟
نواره : أمممم صح قلت ,, دقايق وأعلمك إذا كلمتك ,, لأني أسمع صوت باب الشقة ينفتح ,, الظاهر أخوي خالد رجع من الأستراحه .
باسل : طيب طيب .

لم يرتاح باسل كثيراُ بعد الذي قالته نواره ,, ويعود للاتصال بنواره أكثر من مره ولكنها تغلق هاتفها تاركه باسل خلفها في حيرة من أمرها .

على الجانب الآخر كان يدور حوار شرعي ,, ولكنه تعدى تلك الحدود عندما قال فهد لخطيبته أشواق :

فهد : الحين يا أشواق مر على ملكتنا أسبوعين ,, وأنا أبي أعترف لك اعتراف وأتمنى ما تزعلين .

أشواق : الله يستر بس ,, مدري ليه خايفه وحاسة إن فيه شيء عندك .

فهد : لا تخافين ولا شيء ,, بس أنا حبيت أعترف لك أني كنت على علاقة هاتفيه مع بنت قبل فترة ,, واستمرت العلاقة بيني وبينها شهور ,, وفي النهاية هي تزوجت الله يستر عليها وقررت أتركها .

أشواق : اهااا ,, السالفة كذا ,, هذا يدل أنك إنسان قلبك طيب وصادق ,, والدليل أنك اعترفت لي عن شيء في ماضيك ,, وبأذن الله أنك استفدت من الشيء هذا وما عاد ترجع له .

فهد : لا خلاص الحمدلله ,, أنا وقتها كنت محتاج أحد يسمعني ومحتاج أحد يحس فيني ,, ولكن الحين دام أحلى وأفضل أنسىنه في الكون هي حبيبتي وخطيبتي خلاص ما راح ابحث عن قلب غير قلبك .

أشواق (( محرجه )) : تسلم ,, والله يقدرني وأكون كل شيء في دنيتك ,, وتكون أنت كل شيء في دنيتي .

فهد : يارب يا عمري ,, طيب أبيك تكونين صادقه معاي ,, أنتي عمرك كلمتي أو تعرفتي على شاب قبلي ,, حتى لو كان دقيقه وحده .

أشواق : أمممم ,, لا الحمدلله .

فهد : متأكدة ؟؟

أشواق : أمممم ,, ما أبي أكذب عليك ,, بس مره كان فيه رقم يزعجني ,, الكلام هذا قبل سنه وشوي ,, وآخر شيء كلمته ,, بس ما تعدت خمس مكالمات ,, يعني ثلاث أيام بس وكل مكالمة ما تتعدى عشر دقايق ,, وبعدين حسيت أن اللي أسويه غلط ,, لأني بنت ناس وأخواني وأبوي مو مقصرين علي بحنانهم وعطفهم علي ,, وقطعت المكالمات وغيرت رقمي .

فهد : اهاااا ,, يالله كلنا في الهوى سوا ,, والحمدلله أنك عرفتي الصح وما أستمريتي في المكالمات لأن نهايتها دائماُ تكون سلبية على البنت ,, على العموم أنا عندي شغله كم دقيقه أخلصها وأرجع أكلمك .

أشواق : طيب ,, خذ راحتك ,, مع السلامة .

كان فهد يبطن خلف تلك المكالمة وذلك الاعتراف خبث غير مسبوق ,, إذ أنه لم يسبق له التعرف على فتاة في حياته ,, لأنه كان منغمساُ بعالم الشذوذ الجنسي مع صديقه راشد . وكان يهدف من تلك الخطة إلى استدراج ابنة عمة ومعرفة ماضيها وهل فيه ما ينافي العادات والتقاليد والمحذورات الدينية ,, وللأسف وجد ما كان يبحث عنه ,, وهو باب العذر المبكر في حال فشل زواجه بابنة عمه أشواق بأنها أنسىنه غير شريفه وعفيفة . بعد تفكير وأحاديث خبيثة دارت بين فهد وصديقه العزيز الشيطان ,, عاد فهد للاتصال با أشواق ,, ولكن هذه المرة طالباُ منها رؤيتها في محلق منزلهم في وقت متأخر من الليل لكي يقوم بإعطائها هديه ,, أبتاعها لها من دولة البحرين على حد وصفه .