(( الحلقة السادسة ))
احتار باسل كثيراُ من ذلك الإتصال الذي ورد إلى جواله ,, فلم يعلم هل هو يصدق ما سمعه ,, أم يكذب ذلك الكلام ويتناسى الذي سمعه ,, بين هذه وتلك ,, قرر باسل أخيراُ أن يتدارك الوقت للتأكد من صحة الذي سمعه .
قام باسل بالاتصال بشقيقة الأكبر باسم لكي يرافقه إلى البحرين ,, لأنه لا يستطيع الذهاب بسيارته الخاصة ,, لأنها ليست ب أسمه وإنما باسم شقيقة باسم .
تواجد باسل بعد ذلك الاتصال بنصف ساعة تقريباُ أمام باب الاستراحة التي يقصدها شقيقة باسم بشكل يومي ,, أتصل بشقيقه باسم وطلب منه الخروج على عجل لأنه يخبئ أمر ما ويريد من باسم مساعدته في التأكد من ذلك الأمر .
ما هي إلا أقل من دقيقه حتى تواجد باسم في سيارة باسل والرعب والخوف تتضح على محياه ,, ودار بينهم هذا الحديث :
باسم : وش فيك يا باسل خوفتني ؟؟ عسى ما شر ,, أبوي فيه شيء ؟؟
باسل : لا يابن الحلال لا تخاف ولا شيء ,, أبوي بخير وأخواننا كلهم بخير ,, الموضوع ماله علاقة في أهلنا ,, الموضوع له علاقة بولد عمنا فهد ؟؟
باسم : فهد !!! ليه وش فيه فهد ووش صاير عليه ؟؟
باسل: والله مدري وش أقولك يا باسم ,, بس اللي جرى أن جاني أتصال من رقم من البحرين ويقول صاحب الاتصال أنه فاعل خير ,, عشان كذا حب ينبهنا أن ولد عمنا سكران في البحرين الحين ومعاه صديقه الشاذ راشد .
باسم : وش تقول أنت !!!!! من جدك تتكلم ؟؟ يا باسل لا تمزح معاي في هذي الأمور ,, علمني صدق هالكلام ؟؟
باسل : للأسف ياخوي أنا أتكلم معك جد ,, وأقول يا رب أن الكلام كله كذب ,, ويا رب أنه من شخص بينه وبين فهد عداوة وحب يتبلى فهد ويخرب عليه زواجه من أختنا .
باسم : طيب دقيقه خلني أدق على فهد وأشوف وينه .
باسل : لا تتعب نفسك يا أخوي ,, دقيت عليه كم مره وجواله مغلق وخارج الخدمة ,, حتى جوال صديقه الشاذ راشد مغلق .
باسم : من راشد هذا ؟؟ قصدك راشد ولد عبدالعزيز اللي كان يمشي معاكم في الثانويه ؟؟
باسل (بخجل) : أيوه هو ولد عبدالعزيز ما غيره .
باسم : يا ربي صبرك ,, طيب ليه ما علمتني أن راشد صار شاذ وأن ولد عمك ما قطع علاقته فيه ؟؟
باسل : يا خوي إهداء ,, ترى النرفزه ما راح تجيب نتيجة ,, بعدين أنت تبيني أعلمك وش أقولك ؟؟ تتوقع أني راح أقولك مثلاُ أبشرك يا باسم راشد قلب جنسه وصار جنس ثالث ويتشبه بالنسوان .
باسم : أيوه علمني ,, على الأقل لو شفته ما أسلم عليه وأحتقره ,, مو مثل ذاك اليوم لما جاء لمحلي مع أهله ورحبت فيه ,, ولا بعد خليت زهير الاسلام يسوي لهم تخفيض 50% على الاغراض اللي أشتروها من المحل,, أحسبه أنه رجال مثل أبوه وأخوانه ,, ولو أني استغربت ميوعته وطريقة مشيه وملابسه الضيقه ذاك اليوم .
باسل : الشكوى لله يا أخوي ,, حاولنا فيه أنا وفارس أنه يعقل ويترك عنه هالأمور ولكنه ما استجاب وكان يزعل ويروح يقول لفهد ,, ويجينا فهد معصب ويقول لا تكلم راشد ومالك علاقه فيه .
باسم : طيب يا باسل ,, أبي منك جواب صريح وواضح .
باسل : تفضل ياخوي أسئل .
باسم : فيه علاقة بين فهد وراشد من اللي بالي بالك ؟؟
باسل : أمممم ,, والله مدري وش أقولك يا خوي ,, أيوه للأسف كان بينهم علاقة .
لم يتمالك باسم أعصابه ,, ثم طلب من باسل إيقاف السيارة بجانب سياج جسر الملك فهد ,, وبعد توقف باسل قام باسم بصفعه على محياه ,, ثم قال وهو في قمة غضبه :
باسم : يا قليل الحياء ,, كيف تسمح وترضى أن أختك تتزوج مثل هالشخص القذر ,, حتى لو كان ولد عمنا ,, حنا ما نتشرف فيه ولا نعترف فيه ,, هذا شاذ وشخص قذر وفوق كذا عاطل ,, وأنت ضحكت على أختك وقلت لها أن فهد راح يتوظف بعد كم شهر ويدخل العسكرية والحين باقي على الزواج أقل من شهرين وللحين ما تعسكر ولا شيء ,, تبي تدمر مستقبل أختك أنت !! للدرجة هذي هانت عليك العشرة ؟؟ يا حسافة أنك أخوي والله ,, والله أن أخوي عبدالله أحسن منك ,, على الأقل وقف بوجه فهد وسفل فيه وطرده من بيتنا لما كان يبي يدخل على أختك قبل أربع شهور في ملحق بيتنا .
كانت الكلمات الأخيرة سبب في نسيان الغضب والحقد في قلب باسل على شقيقه باسم بسبب تلك ألصفعه ,, ولكن كانت المعلومة التي أخفاها الجميع عن باسل وهي قيام فهد بمحاولة النيل من جسد شقيقته أشواق كانت هذة المعلومة سبب لجعل باسل يتناسى أمر تلك الصفعه المؤلمة من يد شقيقة باسم .
قال باسل بدهشة : من جدك أنت ؟؟ الحقير فهد بغى يسوي كذا في أشواق قبل حفل زواجه بست شهور ؟؟
باسم : أيه وحنا ما قلنا لك عشان ما تنصدم في ولد عمك فهد وتزعل منه ,, للأسف طلعت عارف حاجات أعظم وساكت عنه ,, وش عارف بعد عن فهد وما علمتنا فيه يا أخونا المحترم ؟؟
باسل : يا باسم أنت ما عطيتني فرصة أكمل كلامي ,, ترى أنا رفضت زواج فهد من أختنا أشواق ,, لأني عارف أن فهد إنسان ما يصلح لأختنا ,, ولما جلست مع فهد وصارحته بالشيء هذا وعدني أنه راح يترك الأستراحه وأمور الفساد عنه ,, وقال لي أنه سجل في دورة عسكرية وراح يلتحق فيها بعد كم شهر ,, وراح ينتهي من الدورة العسكرية ويتوظف قبل الزواج ,, وفعلاُ فهد ترك الاستراحة اللي كان يروح لها ,, وعمي قال أن فهد سجل في دورة عسكرية ,, بس ما أدري ليه ما التحق في الدورة العسكرية حتى الآن .
باسم : طيب علمني ليه طلبت مني أروح معك للبحرين ؟؟ ليه ما رحت لحالك ؟؟
باسل : وش فيك يا باسم نسيت أن سيارتي مسجلة بأسمك ؟؟
باسم : أيوه صح ,, الحمدلله أني ما سجلتها في اسمك ولا سويت لك تفويض خارجي على السيارة ,, لأني لو سويت كذا كان الحين رحت أنت للبحرين لحالك ومحد درى عنك ,, وراح تتأكد من صحة الكلام ويمكن تستر على ولد عمك وما راح تعلمنا .
باسل : طيب يا باسم علمني وش راح نسوي لو طلع الكلام صحيح ؟؟
باسم : خلنا نتأكد الحين ,, وبعدين يحلها ربك .
بعد ما يقارب ساعه ونصف تقريباُ من اتصال فاعل الخير ,, كان باسل يتواجد مع شقيقه باسم في شارع المعارض في مملكة البحرين .
بعد البحث وسؤال المارة في الشوارع ,, استطاعوا الوصول أخيراُ لذلك الفندق .
كان ذلك الفندق يعج برائحة الخمور ,, ويعج كذلك بالعدد الكبير من بنات الهوى واللواتي تبسمن في محيا باسم وباسل ظناُ منهم بأنهم أتوا للبحث عن سهرات ماجنة مثل أغلب زوار ذلك الفندق .
أمام باب الغرفة رقم 209 في ذلك الفندق ,, كانت تتحرك في أفئدة الشقيقين باسل وباسم أمنيات مختلفة ,, فباسل كان يتمنى أن يجد فهد في حالة سكر مع صديقه راشد حتى يكون لديه عذر واضح لفسخ عقد الزواج بين فهد وأشواق ,, بينما كانت أمنيات باسل هي العكس تماماُ ,, وكان يدعو ربه سراُ بأن فهد وراشد ليسوا خلف هذا الباب مطلقاُ .
بعد قرع الجرس مرات عدة ,, سمعوا صوتاُ ناعماُ يقول بدلع (( أنا جاي أنا جاي شوي شوي على الجرس ,, ووووجع ))
كانت علامة الاستياء التي طبعت على محيا باسل أشارة بأن أمنياته لم تتحقق للأسف ,, لأن باسل كان يعلم بأذن ذلك الصوت هو صوت صديقه السابق (( راشد ))
فتح ذلك الباب وبعد فتحه بثواني كان باسم صاحب الوجه الغاضب المتجهم أمام راشد صاحب الوجه الخائف المرتبك ,, والذي زاد الأمر تعقيداُ هو وقوف راشد أمامهم عاري الجسد وبدون أية ملابس .
قام باسم بصفع راشد على محياه ,, وكانت هذه هي الصفعة الثانية لباسم في تلك الليلة .
بعد تلك الصفعة قام باسم بدفع راشد بقوة حتى يفسح المجال لنفسه للبحث عن فهد في تلك الغرفة ,, ولم يدم البحث طويلاُ ,, حيث أتى صوت فهد من داخل غرفة ذلك الفندق عندما قال بصوت عالي (( هاه يا رشا مين اللي عند الباب ))
(( اللي عند الباب ولد عمك ونسيبك يا نسيبنا المحترم ,, ياللي جالس تمارس الشذوذ مع صديقك الشاذ والمشكلة زواجك بعد أقل من شهرين )) ذلك ما قاله باسل عندما كان يقف أمام فهد العاري ,, والذي سحب الغطاء وغطاء نفسه بسرعة .
ثم أضاف باسم (( زين أننا شفناك بعيننا وش قاعد تسوي ,, أنا وأخوي باسل ,, عشان تكون حجتنا ودليلنا عند عمي بكره قويه وواضحة لما نطلب منك تطلق أختنا أشواق ,, يالله مع السلامة ,, ما نبي نخرب عليكم سهراتكم وشذوذكم يالوصخين )) ثم أنهى تلك الكلمات ببصقه تجاه فهد تدل على مدى غضبه وحنقه واشمئزازه من الذي رآه .
على طريق العودة الى المنطقة الشرقية كان باسم صامتاُ والدمع يطل من نافذة عينه ,, ويقود السيارة بسرعة جنونيه ,, وكأنه فار من مشهد تعذيب في مملكة البحرين .
قطع باسل الصمت المخيم في السيارة عندما سئل شقيقة باسم : ما قلت لي وش ناوي تسوي الحين يا باسم .
باسم : أسكت يا باسل تراها قافلة للأخير ,, وجالس ألعن الشيطان عشان ما أرميك من فوق هذا الجسر ,, لأنك سبب في تعاسة أختك ,, وسبب في المشاكل اللي راح تصير بيننا وبين عمي إذا رفض أن فهد يطلق أشواق ,, لأنك أنت الشخص اللي أقنع أشواق تتزوج السربوت فهد ,, لأنها وثقت فيك وتوقعتك أنك تتمنى لها الخير ,, ولأنك أكثر شخص يعرف فهد بالوجود ,, ولكن للأسف طلعت مثل البهيمه ,, لا عندك أحساس ولا ضمير .
سقطت الدموع بشكل صامت على محيا باسل ,, وسقطت بشكل أقل على محيا شقيقه الأكبر باسم .
بعد وصول الأشقاء لمنزلهم ,, أستطاع باسم من التغلب على همه وحزنه وخضع للنوم ,, بعكس شقيقة باسل الذي لم يستطع النوم بعد تلك الدراما التي حصلت في الساعات الأخيرة .
بعد استيقاظ باسم من النوم في ظهر اليوم التالي ,, ذهب إلى غرفة شقيقته أشواق ,, وخرج منها بعد ربع ساعة تقريباُ ,, وفي الربع ساعة تلك جعل شقيقته على علم ودراية بما يحدث في حياة فهد ,, خصوصاً ما حدث مساء الأمس في فندق بلو بوينت ,, وأصبح لديها الآن السبب الذي من أجله سوف تصلها ورقة طلاقها من فهد بعد أيام قليلة أن سارت الأمور كما يخطط لها باسم .
كانت مشاعر أشواق متناقضة بين الفرح والحزن والغضب ,, الفرح على فسخ عقد الزواج من ذلك الشخص السيئ ,, والحزن بسبب كذب شقيقها باسل عليها ,, وإقناعها بالزواج من فهد وهو يعلم حقيقة أمره ,, وكان الغضب مزروع في داخلها على شقيقها باسل لأنها أحست بأنه ينتقم منها بإقناعها بالارتباط من فهد ,, مع أنها تحب شقيقها وتتمنى له الخير ولا يوجد بينه وبينها أي خلاف وعداوة .
في عصر ذلك اليوم تواجد باسل في منزل عمه أبو فهد برفقة شقيقة الأكبر باسل والذي لم يستطع النوم حتى تلك اللحظة ,, ثم قام باسم بوضع عمه في الصورة التي رآها في مساء الأمس في الغرفة رقم 209 في فندق بلو بوينت ,, ومضيفاُ بأنه يود إنهاء إجراءات فسخ عقد الزواج بشكل سري وبدون أن يعلم والدهم المريض بالقلب حتى لا يحصل له مكروه ,, وسوف يخبرونه بشكل تدريجي وبعد اختلاق عذر مقنع لفسخ العقد .
لم يصدق عمهم ما سمعته أذنه ,, فقام بتكذيبهم أمامهم ,, ثم ذهب إلى غرفة أبنه فهد ,, وأيقظه من نومه ,, وطلب منه التواجد بسرعة في مجلس المنزل .
بعد عشر دقائق كان فهد يقف أمام أبناء عمه وكانت النظرات بينهم تدل على كمية الحقد في قلوبهم على بعض .
ثم أخبر عمهم أبنه فهد عن الكلام الذي سمعه من باسم ,, وسئل فهد عن صحة ذلك الكلام .
أنكر فهد جميع تلك الاتهامات ,, ثم حلف اليمين أكثر من مرة بأن أبناء عمهم غير صادقين فيما قالوا ,, وأضاف بأن باسم يكرهه ويريد فسخ عقد الزواج منذ فترة ,, لكي يسمح لفارس بالزواج من أشواق ,, لذلك قام قبل فترة بالاتصال به وأخباره بعدم إمكانيته من التحدث من زوجته أشواق بدون سبب مقنع .
دافع باسم عن نفسه ,, وقام بحلف اليمين كذلك على جميع صحة ما قال ,, وأن باسل الصديق المقرب لفهد شاهد كذلك على ما حدث .
قام عمهم حينها بسؤال باسل عن صحة الكلام الذي يقوله شقيقه باسم .
فا أجاب باسل بأن باسل صادق فيما قال ,, وبأن فهد على علاقة مع راشد الشاذ جنسياُ .
فكان رد فهد حينها هو عندما قام بإلصاق نفس التهمه على باسل ,, واتهمه بأن له علاقة في السابق مع راشد أثناء تواجده في الاستراحة ,, ثم طلب فهد من باسل بأن يحلف اليمين بأنه لم يكن يتناول معهم الخمر في الاستراحة ؟؟
ولأن باسل معروف بالصدق ,, لم ينكر موضوع تناوله للخمر والمسكرات في الماضي ,, ولكنه أنكر الاتهام الأول الموجه من فهد له عن علاقته الشاذة براشد .
فكان رد فهد بإن باسل كان يمارس الشذوذ مع راشد بعد تناوله للمسكرات ,, لذلك هو لم يكن يعلم بالذي كان يفعله مع راشد .
أتت صرخة عمهم لكي تنهي ذلك النقاش الذي كشف بعض الأوراق السوداء من حياة باسل وفهد أمام باسم وعمه .
ثم قال عمهم (( خلاص أنهوا الكلام اللي ما راح يجيب غير فضيحتكم وسواد اللي كنتوا تسوونه في ماضيكم ,, بالنسبة لموضوع الطلاق ما راح يتم إلا لما أكلم أشواق بنفسي وأتأكد منها إذا هي تبي فهد للحين والا لا ,, وفهد بكل الأحوال بني آدم وكل بني أدم خطاءون ,, أتصل يا باسم على أختك وخلني أكلمها وأشوف وش تقول ))
باسل : يا باسم أنت ما عطيتني فرصة أكمل كلامي ,, ترى أنا رفضت زواج فهد من أختنا أشواق ,, لأني عارف أن فهد إنسان ما يصلح لأختنا ,, ولما جلست مع فهد وصارحته بالشيء هذا وعدني أنه راح يترك الأستراحه وأمور الفساد عنه ,, وقال لي أنه سجل في دورة عسكرية وراح يلتحق فيها بعد كم شهر ,, وراح ينتهي من الدورة العسكرية ويتوظف قبل الزواج ,, وفعلاُ فهد ترك الاستراحة اللي كان يروح لها ,, وعمي قال أن فهد سجل في دورة عسكرية ,, بس ما أدري ليه ما التحق في الدورة العسكرية حتى الآن .
باسم : طيب علمني ليه طلبت مني أروح معك للبحرين ؟؟ ليه ما رحت لحالك ؟؟
باسل : وش فيك يا باسم نسيت أن سيارتي مسجلة بأسمك ؟؟
باسم : أيوه صح ,, الحمدلله أني ما سجلتها في اسمك ولا سويت لك تفويض خارجي على السيارة ,, لأني لو سويت كذا كان الحين رحت أنت للبحرين لحالك ومحد درى عنك ,, وراح تتأكد من صحة الكلام ويمكن تستر على ولد عمك وما راح تعلمنا .
باسل : طيب يا باسم علمني وش راح نسوي لو طلع الكلام صحيح ؟؟
باسم : خلنا نتأكد الحين ,, وبعدين يحلها ربك .
بعد ما يقارب ساعه ونصف تقريباُ من اتصال فاعل الخير ,, كان باسل يتواجد مع شقيقه باسم في شارع المعارض في مملكة البحرين .
بعد البحث وسؤال المارة في الشوارع ,, استطاعوا الوصول أخيراُ لذلك الفندق .
كان ذلك الفندق يعج برائحة الخمور ,, ويعج كذلك بالعدد الكبير من بنات الهوى واللواتي تبسمن في محيا باسم وباسل ظناُ منهم بأنهم أتوا للبحث عن سهرات ماجنة مثل أغلب زوار ذلك الفندق .
أمام باب الغرفة رقم 209 في ذلك الفندق ,, كانت تتحرك في أفئدة الشقيقين باسل وباسم أمنيات مختلفة ,, فباسل كان يتمنى أن يجد فهد في حالة سكر مع صديقه راشد حتى يكون لديه عذر واضح لفسخ عقد الزواج بين فهد وأشواق ,, بينما كانت أمنيات باسل هي العكس تماماُ ,, وكان يدعو ربه سراُ بأن فهد وراشد ليسوا خلف هذا الباب مطلقاُ .
بعد قرع الجرس مرات عدة ,, سمعوا صوتاُ ناعماُ يقول بدلع (( أنا جاي أنا جاي شوي شوي على الجرس ,, ووووجع ))
كانت علامة الاستياء التي طبعت على محيا باسل أشارة بأن أمنياته لم تتحقق للأسف ,, لأن باسل كان يعلم بأذن ذلك الصوت هو صوت صديقه السابق (( راشد ))
فتح ذلك الباب وبعد فتحه بثواني كان باسم صاحب الوجه الغاضب المتجهم أمام راشد صاحب الوجه الخائف المرتبك ,, والذي زاد الأمر تعقيداُ هو وقوف راشد أمامهم عاري الجسد وبدون أية ملابس .
قام باسم بصفع راشد على محياه ,, وكانت هذه هي الصفعة الثانية لباسم في تلك الليلة .
بعد تلك الصفعة قام باسم بدفع راشد بقوة حتى يفسح المجال لنفسه للبحث عن فهد في تلك الغرفة ,, ولم يدم البحث طويلاُ ,, حيث أتى صوت فهد من داخل غرفة ذلك الفندق عندما قال بصوت عالي (( هاه يا رشا مين اللي عند الباب ))
(( اللي عند الباب ولد عمك ونسيبك يا نسيبنا المحترم ,, ياللي جالس تمارس الشذوذ مع صديقك الشاذ والمشكلة زواجك بعد أقل من شهرين )) ذلك ما قاله باسل عندما كان يقف أمام فهد العاري ,, والذي سحب الغطاء وغطاء نفسه بسرعة .
ثم أضاف باسم (( زين أننا شفناك بعيننا وش قاعد تسوي ,, أنا وأخوي باسل ,, عشان تكون حجتنا ودليلنا عند عمي بكره قويه وواضحة لما نطلب منك تطلق أختنا أشواق ,, يالله مع السلامة ,, ما نبي نخرب عليكم سهراتكم وشذوذكم يالوصخين )) ثم أنهى تلك الكلمات ببصقه تجاه فهد تدل على مدى غضبه وحنقه واشمئزازه من الذي رآه .
على طريق العودة الى المنطقة الشرقية كان باسم صامتاُ والدمع يطل من نافذة عينه ,, ويقود السيارة بسرعة جنونيه ,, وكأنه فار من مشهد تعذيب في مملكة البحرين .
قطع باسل الصمت المخيم في السيارة عندما سئل شقيقة باسم : ما قلت لي وش ناوي تسوي الحين يا باسم .
باسم : أسكت يا باسل تراها قافلة للأخير ,, وجالس ألعن الشيطان عشان ما أرميك من فوق هذا الجسر ,, لأنك سبب في تعاسة أختك ,, وسبب في المشاكل اللي راح تصير بيننا وبين عمي إذا رفض أن فهد يطلق أشواق ,, لأنك أنت الشخص اللي أقنع أشواق تتزوج السربوت فهد ,, لأنها وثقت فيك وتوقعتك أنك تتمنى لها الخير ,, ولأنك أكثر شخص يعرف فهد بالوجود ,, ولكن للأسف طلعت مثل البهيمه ,, لا عندك أحساس ولا ضمير .
سقطت الدموع بشكل صامت على محيا باسل ,, وسقطت بشكل أقل على محيا شقيقه الأكبر باسم .
بعد وصول الأشقاء لمنزلهم ,, أستطاع باسم من التغلب على همه وحزنه وخضع للنوم ,, بعكس شقيقة باسل الذي لم يستطع النوم بعد تلك الدراما التي حصلت في الساعات الأخيرة .
بعد استيقاظ باسم من النوم في ظهر اليوم التالي ,, ذهب إلى غرفة شقيقته أشواق ,, وخرج منها بعد ربع ساعة تقريباُ ,, وفي الربع ساعة تلك جعل شقيقته على علم ودراية بما يحدث في حياة فهد ,, خصوصاً ما حدث مساء الأمس في فندق بلو بوينت ,, وأصبح لديها الآن السبب الذي من أجله سوف تصلها ورقة طلاقها من فهد بعد أيام قليلة أن سارت الأمور كما يخطط لها باسم .
كانت مشاعر أشواق متناقضة بين الفرح والحزن والغضب ,, الفرح على فسخ عقد الزواج من ذلك الشخص السيئ ,, والحزن بسبب كذب شقيقها باسل عليها ,, وإقناعها بالزواج من فهد وهو يعلم حقيقة أمره ,, وكان الغضب مزروع في داخلها على شقيقها باسل لأنها أحست بأنه ينتقم منها بإقناعها بالارتباط من فهد ,, مع أنها تحب شقيقها وتتمنى له الخير ولا يوجد بينه وبينها أي خلاف وعداوة .
في عصر ذلك اليوم تواجد باسل في منزل عمه أبو فهد برفقة شقيقة الأكبر باسل والذي لم يستطع النوم حتى تلك اللحظة ,, ثم قام باسم بوضع عمه في الصورة التي رآها في مساء الأمس في الغرفة رقم 209 في فندق بلو بوينت ,, ومضيفاُ بأنه يود إنهاء إجراءات فسخ عقد الزواج بشكل سري وبدون أن يعلم والدهم المريض بالقلب حتى لا يحصل له مكروه ,, وسوف يخبرونه بشكل تدريجي وبعد اختلاق عذر مقنع لفسخ العقد .
لم يصدق عمهم ما سمعته أذنه ,, فقام بتكذيبهم أمامهم ,, ثم ذهب إلى غرفة أبنه فهد ,, وأيقظه من نومه ,, وطلب منه التواجد بسرعة في مجلس المنزل .
بعد عشر دقائق كان فهد يقف أمام أبناء عمه وكانت النظرات بينهم تدل على كمية الحقد في قلوبهم على بعض .
ثم أخبر عمهم أبنه فهد عن الكلام الذي سمعه من باسم ,, وسئل فهد عن صحة ذلك الكلام .
أنكر فهد جميع تلك الاتهامات ,, ثم حلف اليمين أكثر من مرة بأن أبناء عمهم غير صادقين فيما قالوا ,, وأضاف بأن باسم يكرهه ويريد فسخ عقد الزواج منذ فترة ,, لكي يسمح لفارس بالزواج من أشواق ,, لذلك قام قبل فترة بالاتصال به وأخباره بعدم إمكانيته من التحدث من زوجته أشواق بدون سبب مقنع .
دافع باسم عن نفسه ,, وقام بحلف اليمين كذلك على جميع صحة ما قال ,, وأن باسل الصديق المقرب لفهد شاهد كذلك على ما حدث .
قام عمهم حينها بسؤال باسل عن صحة الكلام الذي يقوله شقيقه باسم .
فا أجاب باسل بأن باسل صادق فيما قال ,, وبأن فهد على علاقة مع راشد الشاذ جنسياُ .
فكان رد فهد حينها هو عندما قام بإلصاق نفس التهمه على باسل ,, واتهمه بأن له علاقة في السابق مع راشد أثناء تواجده في الاستراحة ,, ثم طلب فهد من باسل بأن يحلف اليمين بأنه لم يكن يتناول معهم الخمر في الاستراحة ؟؟
ولأن باسل معروف بالصدق ,, لم ينكر موضوع تناوله للخمر والمسكرات في الماضي ,, ولكنه أنكر الاتهام الأول الموجه من فهد له عن علاقته الشاذة براشد .
فكان رد فهد بإن باسل كان يمارس الشذوذ مع راشد بعد تناوله للمسكرات ,, لذلك هو لم يكن يعلم بالذي كان يفعله مع راشد .
أتت صرخة عمهم لكي تنهي ذلك النقاش الذي كشف بعض الأوراق السوداء من حياة باسل وفهد أمام باسم وعمه .
ثم قال عمهم (( خلاص أنهوا الكلام اللي ما راح يجيب غير فضيحتكم وسواد اللي كنتوا تسوونه في ماضيكم ,, بالنسبة لموضوع الطلاق ما راح يتم إلا لما أكلم أشواق بنفسي وأتأكد منها إذا هي تبي فهد للحين والا لا ,, وفهد بكل الأحوال بني آدم وكل بني أدم خطاءون ,, أتصل يا باسم على أختك وخلني أكلمها وأشوف وش تقول ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق