لزوار المدونة من الهواتف المحموله الرجاء الضغط هنا

من أنا

صورتي
المملكة العربيه السعوديه - المنطقه الشرقيه ARAAA84@HOTMAIL.COM

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

(( الحلقة الثانية ))

(( الحلقة الثانية ))

بعد أن تواجد كلاُ من باسل وفهد في عزاء الرجال في منزل أم عزام ,, تبسم باسل بعد رؤيته لصديقه فارس ضمن المتواجدين في ذلك المجلس ,, وحدث النقيض تماماُ مع فهد الذي ضايقه أمر رؤية فارس في ذلك المجلس .

بعد السلام على المتواجدين ,, أقترب باسل وأخذ مقعده بجانب فارس ,, ثم بدأ يسأله عن عمله وعن أسرته وعن أصدقائهم السابقين والذين أنقطع عنهم باسل بعد انقطاع فارس عنه .

كان فارس سعيد جداُ وهو يرى الأعتذارات الغير لفظيه على ما بدر سابقاُ يظهر بريقها على عيني باسل ,, والذي كان يبتسم كثيراُ أثناء حديثه مع فارس ,, وكان يبدو خجولاُ جداُ وهو يحادث صديقه السابق ,, وكان يتحدث معه وكأنه يتعرف عليه للتو .

بعد حديث قارب الخمس دقائق بين فارس وباسل ,, قال فارس :

فارس : أقول يا باسل أنا بخاطري شيء ودي أقوله لك .

باسل : تفضل يا فارس قول اللي بخاطرك .

فارس : أنا لاحظت لما سلمت على ولد عمك فهد أنه معصب ومتضايق ,, حتى كان يناظرني بنظرات غضب ,, مدري ليه حسسني أني ذابح ابوه . 

باسل : يا رجال لا تشيل هم ,, فهد حبيب ويمكن فيه موضوع ضايقه قبل لا يجي هنا وما زال مأثر عليه . 

فارس : والله مدري يا باسل ,, بس أنا ما شفته لي أكثر من سنه ,, ولما أقرب راسي منه عشان اسلم عليه بالخد أبعد رأسه عني واكتفى بمصافحة اليد بس . 

باسل : ياخي قلت لك لا تشيل هم ,, الرجال يمكن مزكم شوي وما حب يعديك هههههههههه . 

فارس : ههههه ,, لا ما أتوقع ,, حتى لو كان مزكم هذا مو عذر على الاقل يعطيني خبر أنه مزكم عشان أكتفي بمصافحته باليد ,, أما يحرجني كذا ويخليني أوسوس كذا مالها داعي . 

باسل : يا رجال أنسى ,, وأنا إذا طلعنا من هنا بعرف منه كل السالفة . 

فارس : هههه ياخي ما أقنعني كلامك ,, خلني أتأكد بنفسي .

قام فارس بتعديل جلسته ,, حتى بدت أكثر أسقامه ,, ثم وجهه أنظاره نحو صديقه السابق فهد ,, ثم قال بصوت مرتفع :
فارس : أخبارك يا فهد عساك بخير ؟؟

كان فهد يمسك بهاتفه المحمول حينها ,, وكأنه لا يسمع كلمات باسل ,, مما أجبر فارس على أعادة ما قاله :

فارس : أخبارك يا فهد عساك بخير ؟؟

لم يصدر فهد أي ردة فعل سواء أنه قام برفع رأسه قليلاُ والنظر إلى فارس ,, ثم أعادة أنظاره نحو شاشة هاتفه المحمول .

كانت ردة فعل فهد محل استغراب جميع المتواجدين في ذلك المجلس ,, مما وضع فارس في موقف حرج .

كان باسل يرى تلك الإحداث ,, وكان يخشى حدوثها ,, لأنه يعلم بأن فهد يحمل بداخله كل الحقد والغضب على فارس ,, لأنه كان سبب في تغير باسل على فهد ,, وكان السبب وراء اتخاذ باسل قرار الانسحاب من الاستراحة .

حاول باسل تعديل الأمور ,, ثم قال لفارس بصوت منخفض :
باسل : ترى فهد يحسب أنك تقصد شخص غيره في المجلس ,, يعني لا تشيل بخاطرك .

فارس : كيف أقصد شخص غيره وأنا أتكلم وأطالع فيه ,, حتى أنه رفع رأسه وشافني أتكلم وأطالع فيه وطنشني ؟؟

باسل : يا رجال قلت لك لا تكبر الموضوع ,, الحين أخليه يرد عليك .

ثم تحدث باسل بصوت مرتفع وقال :
باسل : فهد ,, فهد

فهد : هلا باسل

باسل : وش فيك ما ترد على فارس ,, الرجال يناديك من اليوم وأنت مطنش ؟؟

فهد : مو قصة تطنيش ,, بس كنت مشغول بقراءة رسالة من راشد وما حبيت أشغل نفسي بشيء ثاني .

بعد تلك الأجابه وضح الأمتعاض على محيا فارس بسبب ذكر أسم راشد ,, وبسبب العذر الغير مقنع من فهد ,, وهذا ما كان يبحث عنه فهد خلال أجابته ,, وهو إغضاب فارس وغيضه .

كانت ردة فعل المتواجدين في المجلس لا تبتعد كثيراُ عن ردة فعل فارس ,, فكلام فهد فيه الكثير من قلة الأدب وعدم الأحترام .

حاول باسل أصلاح ما يكمن إصلاحه بعد ما تفوه به فهد عندما قال :
باسل : ههههه ,, يا زين مزحك يا فهد لما تحاول تضحك الناس ,, اللي يشوفك يا فهد يظنك تتكلم بجديه مع انك تمزح ,, ترى فارس يسأل عن أخبارك وعن صحتك ؟؟

فهد (يبتسم) : من قالك أني أمزح ,, بس أنا كنت مشغول مع راشد ,, يعرفه زين فارس ,, لأنه ساكن في حارتهم .

فارس (( بغضب )) : أنا ما سألتك عن فارس ,, أنا أقول كيف حالك يا فهد وكيف صحتك ؟

فهد : بسم الله ,, شوي شوي علينا يا مطوع ,, دام أهمك أنا ودامك تذكرتني ليه صرت ما ترد على اتصالاتي وقطعت علاقتك فيني أنا وباسل ولد عمي وصديقنا عزام الله يرحمه ؟؟

فارس : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,, أنت تعرف يا فهد ليه أنا قاطعتكم ,, وأنا ما أحب أتكلم في النقطة هذي ,, وياليت نغير الموضوع لو سمحت . 

فهد : طول عمرك تحب تكون أنت القائد يا فارس ,, وأنت الصح وحنا الخطاء ,, على العموم ياليت تغير الموضوع هذا عشان ما نضايق حضرة جنابك . 

فارس : أخبار أبوك يا فهد ,, وعسى صحته تمام . 

فهد : والله أبوي بخير وما عليه ,, ودايم يسألني عنك يا فارس . 

فارس : الله يسلمه ويخليه ,, والله أبوك طيب ويستحق كل الخير ,, شروا من عندي . 

فهد : شرواك الطيب ,, وأبوي يعزك يا فارس ,, حتى أن أبوي ذاك اليوم سألني عنك يقول أخبار صديقك فارس اللي مره كان معاكم لما سرقتوا ألعاب من مجمع الراشد عام 99 ,, لما أخذوكم لشرطة الظهران ورفض أبوه يجي يكفله ويستلمه ,, وكفلته أنا وطلعته معاكم ,, قلت لأبوي أنك صرت مطوع ,, قال أبوي سبحان مغير الأحوال ,, للحين ماني مصدق يا فارس أنك التزمت عقب ما كنت تعلمنا طرق جديدة للسرقة وكنت تجيب لنا (( علب بخاخ )) عشان نكتب على جدار المدرسة اللي كنا ندرس فيها هههههههه. 

فارس : الحمدلله يا فارس أنا تغيرت وما بقيت على ضلالتي ,, ولا تنسى أنا كل بني آدم خطاءون وخير الخطاءون هم التوابون ,, يالله أنا أستئذن ,, لأن عندي شغل ولي رجعه بكره بأذن الله .

غادر فارس ذلك المجلس وآخذ معه ما يحمله فؤاده من غضب وحنق على كلمات فهد التي أرادت إحراجه أمام المتواجدين في ذلك المجلس .


كان الجميع في ذلك المجلس غاضبين من الكلمات التي خرجت من لسان فهد ,, على الرغم أنهم يجهلونه تماماُ ويجهلون فارس وباسل كذلك ,, ولا يعلمون عنهم شيئا سواء أنهم الأصدقاء المقربين لعزام (( رحمه الله )) .

وكان أكثر الغاضبين في ذلك المجلس هو باسل ,, والذي كان يقابل ابتسامات أبن عمه فهد بعلامات استياء وغضب كبيرة ,, ثم قرر الخروج من ذلك المجلس حتى ولو أنه لم يمضي أكثر من عشر دقائق على تواجده في ذلك المجلس .

قام باسل بوداع المتواجدين في ذلك المجلس ,, معلناُ رحيله عن العزاء في وقت مبكر للغاية ,, وتبعه على الفور أبن عمه فهد ,, والذي لم يعطي أقارب عزام أي اهتمام ولم يقم بتوديعهم والاستئذان منهم بمغادرة المجلس . 

في الخارج وفي داخل سيارة باسل حدث نقاش قوي للغاية بين باسل وبين أبن عمه فهد ,, والذي لحق بباسل وطلب منه إيصاله إلى منزله ,, لأنه لا يملك نقوداُ تكفيه لدفعها لصاحب الأجرة التي ستقله لمنزله . 

وافق باسل على ذلك الطلب على مضض ,, وعندما أدار محرك السيارة ,, أخبره فهد بأن ينتظر خروج شقيقته أشواق حتى يذهبوا لأيصالها لمنزلهم أولاً ومن يثم يقوم بأيصاله الى منزله ,, فأخبره باسل بأن أخته لم تمضي أكثر من ربع ساعه في منزل أم عزام ,, لذلك لن يقوم بإحراجها وذلك بأخراجها من ذلك المنزل مثل ما فعل فهد قبل قليل في مجلس الرجال .

أخبر فهد أبن عمه باسل بأنه لا يمانع أن يذهب به باسل إلى مدينة الدمام حيث يوجد منزل صالح عم باسل ,, ومن ثم يعود إلى منطقة الثقبه ليأخذ أخته أشواق ,, ومن ثم يعود إلى منطقة الدوحة ,, حيث أنه لا يريد إرهاق باسل أبن عمه . قال باسل بأنه يعشق القيادة ,, ولا توجد لديه مشكله في أن يذهب إلى الجبيل ومن ثم يذهب الى الرياض ,, وكأن باسل يعلم حينها نوايا أبن عمه فهد بكسب بعض النظرات إلى أشواق شقيقته ,, وأراد أن يحرمه من تلك النظرات واللهفة والإعجاب التي يحملها بداخله نحو شقيقته .

تحمل باسل عناء المسافات ,, وقطع أكثر من 70 كم خلال ساعة تقريباُ ,, بعد توصيله لأبن عمه فهد ,, ورجوعه إلى منزل أم عزام لأخذ شقيقته أشواق ومن ثم العودة إلى منزلهم في منطقة الدوحة .

في المساء كان فهد يتواجد في المحل الخاص بشقيقه الأكبر باسم ,, وكان تواجد باسل في ذلك المحل ما هو عادة إلا رسالة فحواها أن باسل لا يملك المال ,, ويريد أخذ بعض النقود من خلال تواجده في ذلك المحل لمدة دقائق ,, وهو الذي أعتاد على ذلك الأمر منذ شهور ,, ولا يعلم عن ذلك الأمر سواء فهد أبن عمه ,, وكذلك زهير الإسلام المحاسب في ذلك المحل .

أثناء قضاء باسل وقته في التحدث مع زهير الإسلام ,, تواجدت فتاة في مقتبل العشرينيات في ذلك المحل ,, وقامت بالقاء السلام على المتواجدين ,, ثم قالت :

الفتاة : هاه محمد جبت طقم الأكواب اللي طلبتها منك أمس ؟؟ (( وكانت تقصد بمحمد زهير الإسلام ))

زهير الإسلام : ايوا مدام أنا في سوي طلب ,, ولكن بكره صباح أن شاء الله الطقم فيه موجود ,, تعال بكره صباح .

الفتاة : طيب يا محمد ,, بكره الصباح راح أجيك بأذن الله ,, الساعة كم يفتح محلكم في الصباح ؟؟ 

زهير الإسلام : محل يفتح الساعة 8 . 

الفتاة : خلاص انا راح اجيك الساعه 9 ,, مع ألسلامه . 

باسل (( بصوت خفيف )) : مع ألسلامه والرحمة يالمزيونه . 


ثم أطلق باسل تنهيده قويه كانت تعبر عن إعجابه بما رأته عيناه قبل دقائق ,, فتلك الفتاة كانت تمتلك عيون لا يمكن وصف جمالها ,, ولكن وصفها باسل حينها ب(( الحوراء ))

شرد ذهن باسل كثيراُ وهو يتذكر تلك الأعين التي جعلته ينسى كل شيء حوله ,, شرد بذهنه وهو يتذكر تلك الأعين التي لونها أخضر ,, وفيها حول قليل أو ما يسمى بال (( الحور ))
بعد دقائق من شرود ذهنه عاد باسل إلى عالم الحقيقة مودعاُ عالم التخيلات ,, ثم قام على الفور بسؤال زهير الإسلام : 
باسل : زهير وش قصة هذي البنت ,, الظاهر أنها زبونه دايم تجي المحل ؟؟

زهير : نعم ,, هذي زبونه ساكنه جديد في هذا الحي ,, كل يوم إيجي هنا محل أشتري أغراض حق هيا بيت .

باسل : حلووو ,, طيب يا زهير أبيك تساعدني بموضوع ,, وإذا قدرت تزبطني راح أعطيك مية ريال . 

زهير : ما في مشكلة ,, إنتا كلام أنا سوي .

باسل : أنت الحين جيب دفتر ,, وسجل فيه أسماء ناس وهميه وسجل أرقام جوالات وهميه ,, وبكره الصباح إذا جت هذي الزبونة أعطيها أغراضها ,, وقول لها أن المحل يعطي جائزة شهريه لزباين المحل ,, وخليها تسجل أسمها ورقم جوالها عشان ممكن تفوز بجائزة نهاية الشهر ,, وإذا سجلت رقم جوالها وكلمتها راح أعطيك الفلوس هديه مني لك .

زهير (مبتسم ومتعجب من ذكاء باسل ) : ايوووه ,, أنتا فيه شيطان كبير يا باسل ,, خلاص أنا الحين روح جيب دفتر من بقاله قريب وسوي نفس كلام أنتا قول .

باسل : تعجبني يا بطل ,, يالله مع السلامة أنا ماشي . 

غادر باسل ذلك المحل ,, قاصداُ الذهاب الى كورنيش الخبر لتناول العشاء في مطعمه المفضل (( تشيليز )) بعد أخذه لثمن تلك الوجبة من محل شقيقه باسم . 

تناول عشاءه ,, قاد سيارته ,, عاد للمنزل ,, استلقى على السرير ,, فعل كل ذلك ولم يتمكن من البعد عن التفكير بتلك الفتاة صاحبة الأعين الفاتنة .

بعد ساعات من مصارعة التفكير ,, نال التعب منه ما نال ,, واستطاع التغلب على ذلك التفكير ,, والخلود للنوم .

في صباح اليوم التالي ,, أستيقظ باسل على رنة هاتفه المحمول ,, وكان المتصل حينها فهد أبن عمه ,, وتجاهل ذلك الأتصال الذي كان في قرابة الساعه الثامنه صباحاُ .

بعد ساعة ونصف تقريباُ فاق باسل على صوت رنة هاتفه المحمول ,, وكان المتصل حينها (( زهير الإسلام )) المحاسب في محل الأواني المنزلية الخاص بشقيقه باسم .



ما الذي كان يحمله زهير الإسلام لباسل من أخبار ,, سنعرف ذلك في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق